مكتظ بك للشاعر المبدع طاهر الذوادي

/// مكتظ بك ///

في ذمة الشوق 
اسكبي كأسا أعاقره
لأرفع نخبا للسماء 
على قمر قلق
يترنح

لنقل معا
اياك أرتدي
في حقيقة الواقع
و الطير المهاجر
كما طار يعود

الرياح التي تشمر التيار
سكرى
من تلويحة يد
و حبلى 
باسمك 
كل الغيوم

ثمة بريد
تحمله الذكرى
لكل صباح
و لكل صباح
وردة
تملأ الكأس نواح

تعبت و أنا أحمل
وجه أبي
في الرواق
تعبت و جند الليل
الى وادي عبقر
تساق

و هذي يميني من شمع
تذوب
و تلك العيون
تحمل ثمر الطريق
و الطريق بلا رجعة
في السباق 

لا تسعني قمصان المساء
و الطواف بذبذبات صوتك
و لا يقترف صفاتي هذا التّأوه  
المنهمر من لغتي
تجبرني قدسيّة اسمك  
على التّرنح خارج أوردة الأبجدية 
و التّسكع بجموح العواصف  
داخل لهفة المسافة المشلولة  
بغبش الانتظار

يفيض بي شمعدان الجسد
ايذانا بحمّى الشوق
كلما أسرفت في التيه  
على شرفات وجهك
يؤجج عمق الملح المترسب في زوايا الرّوح  
قدح النبيذ المنسكب من عينيك
فيسكر الناي و الراعي  
و يغفو على أفق المرايا صهيل الشمس
و تتمخّض كل غيمة  
زخات بريد يكدّس معاني النّص
على جمر السّطور المغمورة باللّهاث
و لرياح المغفرة  
تورق شجرتي غزارة الهمس

مكتظّ بك لا يسعني  
انسدال الكلام على الكلام
و لا انتظار الاحتضار
مجبر على هتك أزرار اللّغة  
و ابتكار مجرى دم خارج حدود الجسد
و اقتحام أسرار ركض النّبض
المختلج على أسوار الصّدر
مجبر على ضمّك  
و نعتك بكل صفات الشّغف
مجبر على حضنك 
بكل ألوان الطّيف و الفصول
علّها تهدأ
عنجهيّة هذا الجسد

مكتظ بك
كأنما فاض بي تنور المساء  
و من نسائم عطرك
أغرقت خوابي العشق موائد الحنين
فأفلتت من معاقل شهوتي
صلوات الجوع و مواسم العطش

كأنما سامرت شرفة القمر
بشهقتي الأولى
التي علّقت بأنفاسي 
زحمة العشق و الكلام
فكان لابدّ من ضمك
بطوفان الأحضان
حتى تصمت وشوشة الاكتظاظ

      ~ طاهر الذوادي ~

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم