في وسائد القمر بقلم الشاعر المتألق طاهر الذوادي
/// في وسائد القمر ///
أقفُ على قَدميك
أمشي بِكَ نَحوي
أثرثر بفَمك
ألفُّك قبلي
أَشدُني بك
و أهذي باسمك
في سكون الوتر
في الأصل كنت قصيدةً
هاربةً من عينيك
لكن الأرضَ تمايلت
وكلُّ القوافي التي تصيدتُها
في مرمى اللقاء
سقطت
و ذاك الغرق أصبحَ مجازاً
في حضرةِ الغياب ...
بجرح عابر في طالع فنجاني
توسّدت الجرح الأخير
و كان القدر ...
لأحتسيه وحدي
فيستفيق فقدي
و يستفيض بطيفك السمر ...
تركت لك البحر شرشفا
و النخيل راية
و بعض النبيذ المعتّق
و أخمدت كل الحرائق
لذاك المصير المبعثر
على طول السفر
تركت لك الليل
و صهيل المراجح
في لهيب المضاجع
و أعلنت كسوري
على رصيف المواجع
و طويت الخرائط كلها دوني
في وسائد القمر
تركت لك الكلام الذي تناسل دهراً في القلوب
و صار جذراً للّغة البكماء
تركت لك الأرض عرجونا من صور
و البريدٍ المنسي في القرى ينتحر
تركت لك يد الحسرة في يوم الوداع
و بعضي يؤم بعضي فلا تنتظر
أقفُ على قَدميك
أمشي بِكَ نَحوي
أثرثر بفَمك
ألفُّك قبلي
أَشدُني بك
و أهذي باسمك
في سكون الوتر
~ طاهر ~
تعليقات
إرسال تعليق