طواحين الهوى المسافر بقلم الشاعر المتألق طاهر الذوادي


 {  طواحين الهوى المسافرة  }


نحوّل مواعيدنا المحبورة 


إلى رغيف احتواء


ندير ظهرنا للغياب


و نصنع من وصلنا رغيفا رقيقا 


لإسكات الأماسي


القلب الذي احتطبناه طويلا


كلما حاولنا اطعامه صباحا


يصير نايا يجتث المدى


و صغار اللهفة بلا مأوى


في الصباحات الباردة


آه من الوحدة


آه من آثار الكلام


فوق نص بلا مقابض


حين يروّض الكبريت


أعواد الحطب


في السلالم الخشبية للعشاق


ككل يوم من ثقب روحها


تراقب "الفكرة " تدحرجها


و كيف تتحول إلى هشيم


حين تؤتي أكلها


و كيف تقبرها السكينة


في الشطر العصي للبوح


نطوي الليل دونها


و نرتّب ثياب الجوعى


كلما لوّحنا للنسيان  و الفوضى


و كلما توكأنا على مشهد الأمس


نلاحظ اتساع رقعة الصهيل


و كيف لامست أيدينا قول بعضنا


كانت تنظرُ في عينيّ باسمة


ثم تطلب منّي أن أمسك جيّدا بطرف يدها 


وأشدّ عليها كي لا أضيع ..


وكنتُ دائماً


ألاحظ مكان يدي


كيف صار محفورا...


و كيف صار الدفء من يدي قطعة من سماواتها


و ذاك الدفء


أراه الآن


بكلّ وضوح في الصّور


كيف انتقل


من جسدي إلى ملامحها


و كيف نامت وسائدها


بالقرب منّي


و أنا لم أقتطع بعدُ


تذاكر السّفر


ما أجمل أن نمشي في تعب الرّيح

و آهاتنا على زبد البحر

ترتدي فستان آخر نجمة

و الشهقات المجنونة تشتهينا في الغرق


      - طاهر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم