أين مني بقلم الشاعر المتألق طاهر الذوادي


 * * *  أين  منّي ... ؟  * * *


مازالت   كؤوس  غيمتي

تحثّ  الخطى   بحثا  عنك  

و  ما زال في دفتري اسمك 

أمواجا من البياض 

و عواصف  من  لذة عذراء

و  ألواحا  لعشاق  أوفياء

و  المساقين  إلى الحب

ينتظرون على شواطئ الشوق

القلوب  المتأخرة

قلبك

ينام معي 

يسيج مساءاتي

والصباحات باردة

حين أستيقظ

وأسأل كل يوم أينك ؟

و لماذا ...؟

تكف الشوارع عن أن تكون رسلا ؟

أحيانا تسقط  منّي  رسالة

كما لو كانت دمعة غيمها

و  أحيانا ليس هناك 

ما يكفي من الكتابات لتسكينها 


الكون الذي يخترقني يعرف أن هذا الجلد

ليس إسمنتا 

مسامّه جسر  مأهول

بين حرفين  منتصبين  

يكفي أن أقول بأني أتنفسك

وستعرفين بأني أكتب بالكلمات و بدونها

أقترب  أكثر  فأكثر

أعرف أنهم سيقولون

بأنه لا مكان لأصغر بذرة بيننا

اليد  التي  تمنحيني تشفيني 

من كل الآلام 

لكن جلدَك أيضا درع يصارع

و عينيك استدارتا نحو   مواسمي 

رغم أنك  تسمعين الرسائل التي تعبرك 

و لا يصعد صوتك  منا 

لا أعرف لماذا نحن هنا ملتصقان الواحد إلى الآخر 

صحيح أن الجو بارد 

برد يتردد كل يوم كما لو أننا بحاجة  إلى  يدين  من عناق

نتحرك دون توقف داخل الزجاجة المكسورة

بدأنا نفقد شيئا فشيئا شفاهنا 

ونشرب الماء  يوميا دون  فقداننا  للعطش

لقد تجمَّعنا وتجمَّعنا  

كي نقوم برقصة حول الجسد

هناك من صفقوا لنا 

لكن أعتقد أنهم كانوا مثلنا خائفين

و  صحيح  أنّنا  متعبين

و  بحاجة إلى  كتف  عليها  نوقف  الزمان  

و  بحاجة  لعينين  نركض  فيهما  إلى آخر  الأرض 

أنت   لي  

ذاك  ما  ردده  الصّدى

في  الجهات  الأربعة

خلف  فوضى  حواسنا  

و أشيائنا و  أشلائنا  المبعثرة


هكذا نحن أرواح تصارع ما ليس فينا 

فقط ندقه في صيحات آلامنا 

و تورثه الديمومة في أعماقنا

كيف لا تتشقق الحياة في داخلنا 

وكل ما ننحته في صفحات أرواحنا 

لا يسافر لتلك الأرواح  التي طالما  تنادت من  جديد ؟؟؟


لكن  قلبك  ينام  معي

و  شهقاتك  المستوحشة   

في  دمي  تركض  حافية

مازالت  تنهش  كلماتك المعتّقة  

شهيّة  أسطري

و  لن  يغفر  الشعر  لي  صحوتي  

اذا   لم  تترنّح  حروفي  

على   أرصفة   القافية

و لن   يعتق   اسمك  أصابعي

اذا   لم  تزهر  من  دماها  

أسماؤك  الغاوية


ذاك   الفجر  لي

مدام  أحلام  غافية

و  ذاك الوجه  يشرب  منّي

كؤوس  اللظى  الفائضة

أين  منّي ؟

و  هاتيك  العيون  

ربيع   عشب

على   شفاه  الساقية

أين منّي ؟

و  ليل   المنى

يكابد  الصّبر  

بيد  تسأل 

و أخرى  خاوية

أين  منّي ؟

و  أعذاري   خرقاء  

مادامت  روحي  

بجسدي  لازالت  جاثية


        ~  طاهر الذوادي  ~

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم