ضحكة في فناء المجهول بقلم الشاعر المتألق طاهر الذوادي


 ~    ضحكة في فناء المجهول  ~


كلما أوجعوا النايات بسواد المطر

يتنحى وجهي المفرد أمام غيابك

يتوقف قلبي عن التقاطر نبضة ... نبضة ...

ثم و بكل تصنّع في التأويل 

و نبرة في عدم التوضيح  تقول : لا شيء

أرضك القمحية

و روائح الزعتر و الزيتون

و الحنين الجبلي

يسْتَيقَظُ من نَوْمهِ مبكراً

يرمي أشباح أحلامه

لطيور الطريق المودعة

ويمضى للرِّعْي في الغابةِ 

مع الغزلان وذئاب الذكريات و الطواويس

حتماً كما الرياح

لسبب ما يستحق ؛ أو ربما لا يستحق

كل هذا التنكر و الانزياح مغلف بسياسة البشر

حين ترمي دلاء ليلها للمجهول


أحبك ... هكذا يكون الإحتراق والولادة في آن

والأغصان المرتجفة تمتدّ على مدى اتساع المدى...

الهواء لا يشيخ والمجهول طير حُرّ...

الغيب لا يتشرَّد والوقت مُثقل بالفناء

في حقيقة ما تشبهني

مع مدّ قصير في العمر

في تلك النظرة التي أهدَرَت رسوخي 

"بما أوشَت خبر رجل يكتم قوله: "لا تذهبي

و كل "أحبكَ" مُتَهدِّجة تسمعينها مني مُعبَّأة يُطلقُها زناد قلبي 

لتخرج من شفتي مُصاحِبة روحي

و ما زلتُ لا أدري هل أُفَضِّلُ أن أعانقك 

بكل ما أوتيتُ من تَوق

أم أن أعزل أطرافي عن كهرباء أعصابي 

المستسلمة لعناقك

أوصيك أن تتَنَفَّسي بعُمق 

فإن زفيري نتاج شهيقك

أود أن تُخبِرني كيف يرتفعُ جسدي الحافل بك

أهي متانَتُك أم سعادتي تُخفِّفُني؟ 

و فسِّري لي كيف تُلهبيني حين تُخمِديني؟ 

وعرِّفيني كيف يتصالح التمادي 

مع الاعتدال في سياسة أنوثتك؟

و كيف ينوب عنك 

ما لا يتوب و لا يهدأ من جسدي ؟

كضحكة في فناء المجهول

لا تفصح عنها الكلمات


    -  طاهر  -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم