مساجد بلا مآذن بقلم الشاعر المتألق محمد العبودي
من كتابي الجديد ،،،،
مساجدٌ بلا مآذن ؟؟؟
كان ظلامًا فاحشًا حين أقبلنا عليها ،
لم يكن ْ لها سورٌ واحدٌ ، بل كان الّليل سورها ،
كُلَّمَا اجتزنا سورًا دخلنا بسور ٍ آخر ٍ، لم أنس ذلك الصوت الذي يخلّفه ُ حين نجتاز الأسوار واحدًا تلو الآخر ،
لم نر َ شيئًا ! غير أنّنا نسمع قرقعة ً كأنها قرقعة أوراق الأشجار المحترقة ،
صوت ُ ( الكلاب )يلاحقنا أنّى اتجهنا يرافقنا !
صوت ُ ( الكلاب) مرعبًا !
نتلمس الأشياء وهي لا وجود لها !
كُلُّ شيءٍ فضاء ، حتى الأرض التي نسير عليها ما هي إلّا فضاءً إذ لم نستدل عليها في شيء !
كأن الأمر استثنائيًا !
كُلّما أردنا أن نوقد شعلة ً من النار أطفأتها قوة ٌ لم نتعرف عليها ؟
( الكلاب ُ لم تكن جائعة ً ) !
نحن نسير ُ وَ ذلك الظلام وَكُلُّ ما يرافقنا هو بعض أصوات ٍ
تشبه لحدٍ ما أصوات السجّانين !
هل نحن مسجونون ؟
أنساق ُ لمجهول ٍ ؟
فقط الظلام ُ و(صوت الكلاب )وقرقعة الأوراق تحت أقدامنا العارية !
حتى سمعنا وكانَّ بابًا خلفنا ينغلق ُ ، ثم آخرًا ينفتح ُ،
وَبعده آخرًا ينغلق ُ، اقتربنا من بعضنا والتصقنا كما حصيرةٌ تلتف على بعضها ،
كُلّما ارادت تلك القوة الخفية فصلنا فشلت ْ !وَفشلت حتى أخذت بصفعنا بشدة ٍ دون تنبس بحرف ٍ واحد ٍ!
لم ينقطع (صوت الكلاب )عن ملاحقتنا ،
نسير نركض ُ نقفزُ نقع ُ وَهي تلاحقنا ! وتلك الصفعات لا تزال ُ تنزل على قفانا نغيب عن وعينا تارةً وَنهرب لاجئينا إليها تارة ً أخرى !
حتى سقطنا دون أن ترافقنا تلك الصفعات ودون أن تلاحقنا (أصوات الكلاب )؟
كان فضاءً وبدَوْنَا به كقشة ٍ أهلكتها الأرضة !
صمت ٌ كما الليل ُ!
حتى غرقنا ! ما أحوجنا لتلك الصفعات التي كم أرهقتنا !
ما أحوجنا لتلك الأصوات التي كم أخافتنا !
لم نشعر بشيء ٍ سوى التيه الذي أحاطنا !
لم نعد نسمع إلّا أصواتًا تشبه أصوات الموتى !
لم نعد نرى إلّا ظلامًا يشبه ُ ظلام َ القبور!
ننتظر ُ قدومهما وهما يحملان ِ الأعمدة !
فهكذا يبدو الأمر !!
محمد العبودي#
تعليقات
إرسال تعليق