المعابر المؤصدة للشاعر طاهر الذوادي
*** المعابر الموصدة ***
موصدة هي المعابر
و للحاضر
جفاف الغد
المهاجر
على خدود الذاكرة
شاح الربيع
و من شرفات
الجسد لهاث
الفراغ
شموع الركن
تراقص الظلال
و في صمت المدن
يكتب كفّ
الرغيف
سلالة الهباء
غجرية سقطت
في حفلة
القناع
في كهف الليل
كوابيس الفجر
غيمة الطير
على صخرة
الصحو
تفتح قميص
الصباح
و من زخات أبابيل
تسير أودية النهار
نحو المعابر
الموصدة
على شرفة البوح
رتّل موازين صبرك
المبحوح بناي و حلم
انتظرها
ترقّبها ما بين غيمة رحلت
و أخرى تتأهب بالولادة
من محجر الروح
انتظرها
و حين تجلس القرفساء وسط ضجيجك
المصلوب على بوابة العدم
انتظرها
و حين تطبع قبلة على جبين الأمل
لغد مبهم سوف يأتي مجهضا
من سنة منتشية بألمك
انتظرها
و عندما تقف بمحطة عمرك المتعطلة
خلف ساعتك المفرغة من الأرقام
انتظرها
و حين تدان لبسمة
على شفاه قهوتك الصباحية
خلف رؤاك الثرية بالضحك
على حاضرك المفلس منك و منها
انتظرها
و أنت تعيد لبس قناعك المهترئ
على وجهك المسترسل في اليباس
من دموعك الضحلة
انتظرها
و حين تسافر في حلمك المستقبلي
نحو الوحدة في زاوية الانتظار
انتظرها
بيد فارغة من القرار و أخرى نامت
على خصر وسادة منتفخة
بريش الصمت
انتظرها
رغم ما بينك و بينها
من ترسانة الأسوار
انتظرها
و رغم حرقة بريدك المنتشر
على كافة جسدك المغمور بالنسيان
انتظرها
و رغم هذا الدمار و هذا المسار
عند كل باب و كل دار
فعند اشراقة كل شمس
انتظرها
على حافة موعدك المتكرر مع الغياب
و خلف بوحك و انهيارك
و خلف صمتك و انتصارك
انتظرها
كسكّير يسكب الغياب
على شموع عمره المترنحة
بماضي بعيد و حاضر غريب
انتظرها
ما بين زيف و زيف
و بين حيف و حيف
و بين طيف و طيف
و بين خوف و خوف
و بين آه و آه انتظرها
تعليقات
إرسال تعليق