زعيم الكادحين بقلم الشاعر المتألق سعيد بوعثماني
"زعيم الكادحين "
زعيم أنا لهوى الكادحين!!!
و فقيه لهم من مئات السنين ...
مذ لاح سراب بعين التمني ...
مذ كنت لجدي البسيط معين...
برغم تشردي ...!
و رغم تنهدي ...!
قد كان تعبدي صدقا أمين...
أمثالي بوطني كانوا حفاة ...
و صبرهم كان أصلا قليل ...
أنا من هداهم لحفظ التراث...
كي نبقى على ذكرى أمس جميل !!!
و اليوم أعاني من ركل المشاة...
و ظلم الوشاة ...
و قمع الوكيل ...
و سجني هنا وطن يستغيث ...
من خنق العداة...
و غل الدعاة ...
فطوق النجاة غدا مستحيل...
قد أحكموا أغلالنا بالحديد...
و زودوا حملنا دينا ثقيل ...
و حولوا حلمنا كابوس قتل ...
و فسروا _حلمنا جبن عميل ...
بتنكيل أنياب ذئب هزيل ...
فأطبقت فاهي ...
و رعش شفاهي...
جفون عيوني !!!
كي أخفي الدليل...
و ألغيت حتى رنين الأذان ...
و عقلي و فكري
و دمعا جليل...
و أخفيت نيران روحي بقلبي ...
و أرديت نصلي كسيرا ذليل ...
و قلت أيا أيها الكادحين :
اقتدوا بي ... هلموا...!
كفاكم بكاءا... !
كفاكم نداءا...!
كفاكم عويل ...!!!
اصمدوا ...!
وارقدوا ...!
لأجل الوطنْ...
ثم استأنسوا بحياة المِحن ...
و قلت لهم أيها الكادحين :
آمالي تبشرني ...بالجنان ...
فنسائمه في يد الواصلين ...
لكنها آتية نحونا ...
ولا شك يوما علينا تحين ...
سواء أ كان ذا من بعد قرن ...
أو من بعد عام ...
أو من بعد حين ...
لا شك نسائمها قد تحين !!!
جمعت ورائيَ شعبا عظيما ...
و صبرا أليما ...
و صوت الأنين ...!!!
و قلت لشرذمة الواصلين ...
ألا تعلمون بأن الشريد ...
يموت...!!!
ولا يحيا عيش العبيد ...؟
سفيركم أيها الكادحين ...
و صوتكم أنا حد اليقين ...!
مذ أحرق هذا اللهيب دمائي...
و أورق ثورته ياسمين ...
فحولها الجبناء خيانة ...
و حولها الواصلون كمين!!!
و كل الخيانات وجهة رأيٍ ...!
و قدسية الرأيٕ تحمي الضنين !
للشاعر المغربي
سعيد بوعثماني
Said Bouatmani
تعليقات
إرسال تعليق