الشاعر عبد الله اسماعيل///يا نشوة الروح يا روحي وريحاني

 يا نشوةَ الروحِ يا رَوْحِي وريحاني

يا مَن محبتُها خمري وإدماني

 ومن رسمتُ في ذهني ملامحَها

 حتى أراها في سِرِّي وإعلاني

إذا دنت خلتُهُا ظلًا يلازمني

وإن نأتْ طيفُها يغفو بأجفاني

لو كنتَ يا شوقها القدَّاح تظمئُني

فثغرُها من كؤوسِ الراح يرويني

أو كنت يا لحظها البتار تقتلُني

فمن شذى عطرِها الفوَّاحِ تحييني 

......................................

ما للمليحةِ هل سُهدي يؤرقها

أم أنهُ الحبُّ أضناها وأضناني؟ 

إن كانَ حبي لها جرحًا يؤلِّمُها

سأكتمُ الحبَّ في نبضي وشرياني

 

أو كانَ دمعي الذي أذريهِ يزعجُها

سأتركُ الدمعَ محبوسًا بأجفاني 

أو كانَ شعري الذي بالدمع أكتبُهُ

عنها وأروي لها شوقي وأشجاني

تغتاضُ منهُ ويبكيهِا ويحزنُها

سأجعلُ الشعرَ مخنوقًا بديواني

  

لو كنتُ أدري بأني حينَ أنظمُهُ

أصبُّ فيه صباباتي ووجداني

لما سمحتُ لآهاتي تؤجِّجُه

ولا قدحتُ بهِ نوحي وأحزاني

عفوًا حبيبتي ما للدمعِ قد خُلقت

 تلك العيونُ التي تبكي وتبكيني

دعي البكاء لطرفي فهو يذرفُهُ

عند الصبابةِ في خدي وأوجاني

فإن مددتُ لهُ كَفِّي لأمسحهُ

تهرَّب الدمعُ من كفي وعاصاني 

  

 وسالَ للقاع مثل السيل منحدرًا

 من مقلة العين منسابا لغيطاني

ولوعةُ الشوقِ كم شبَّتْ حرائقُها

بين الضلوع وكم هاجت بنيراني

يا من نأيت عن عيني وأنت معي

وكيف تنأى وأنت القاصي الداني

..................................

إن كنت يا بلبلَ الأشواق تسألني

عن الدموع التي فاضت بأجفاني

فإنني مغرم في حب من سكنتْ  

قلبي ومن تيَّمَتْ روحي ووجداني

إذا انحنى قَدُّها المياسُ يسحرُني

وإنْ رنا طرفُها النعاسُ يسبيني

أبحرت في سحر عينيها بلا سفنٍ

وفي ضفافِ الأسى أرسيتُ أحزاني

أنا المُتَيَّمُ من رأسي إلى قدمي

في عشق من بدَّدَت صبري وسلواني

ومن رمت مهجتي في سهم مقلتها

وأجّجَتْ لوعتي من خدها القاني 

سكرت فيها وأدمنت محبتها

ما بالها أدمنت هجري ونسياني

كل القلوب رأيتُ الحبَّ يسعدُها

إلا فؤادي بنارِ الحبِّ أشقاني

..............................

 عبدالله إسماعيل