الشاعر طارق المحارب // اليتيم


 طارق المحارب ..

8/4/2020


اليتيم ..


هذي الحياةُ متاعبٌ فترفَّقوا

بالنَّاسِ  لو عنَّاهمُ ما يُحدِقُ


و نوائبُ الدَّهرِ اختبارٌ للورى

فترى الصَّدوقَ و منْ بهمْ لايَصدُقُ


و القَولُ سهلٌ لو أردتَ مقالةً

ما دمتَ  تمتلكُ اللسانَ ستنطقُ


لكنَّ فعلَ المرءِ عنوانُ الفتى

فإذا عَدِمتَ الفعلَ كيفَ تُصدَّقُ  ؟!!


نظريَّةٌ دُنياكَ لولا بُرهنتْ

كانتْ هباءً يزدريها المنطقُ


كمْ منْ فتى كفلَ اليتيمَ لسانُهُ

و إذا بهِ عندَ التَّصدُّقِ يُخفِقُ  !!


غُلَّتْ  يدٌ لهُ حينَ راودها النَّدى

و الطَّبعُ في نفْسِ المُخادعِ أسبقُ


لو كانَ ذا خلُقٍ و دِينٍ ما ادَّعى

جُوداً و جُودُكَ  بالعطاءِ يُطبَّقُ


أوْ فالتزمْ بالصَّمتِ حتَّى لا تُرَى

 و دعِ المكارمَ للكرامِ تُوَثَّقُ


للمُحسنينَ بوَفْرِ عيشٍ ذكرُهمْ

و بضنْكِ عيشٍ ذِكْرُهمْ يتألَّقُ


يستنفرونَ كفوفَهمْ مبسوطةً

و على الجياعِ كأنهرٍ تتدفَّقُ


طوبى لهمْ و يمينُهمْ و هَّابةٌ

و يسارُهُمْ خلْفَ اليمينِ تُصفِّقُ


و قلوبُهمْ بالحُبِّ مَلأى زانَها

عطفٌ و تحنانٌ بها يتعمَّقُ


كفلتْ يتيماً فالرَّسولُ رفيقُها

و على الجِنانِ منازلٌ تتشوَّقُ


لِلواهبينَ على الحياةِ تحيَّةً

يُحيُونَ نفْساً يُسرُها لا يُشرِقُ


و الجودُ منْ طبعِ النُّفوسِ ولا أرى

جُودَاً لمرءٍ يُستعارُ و يُطلَقُ


ولدى السِّباقِ جوادُ خيلٍ سابِقٌ

و رديئُها منْ علَّةٍ لا يَسبقُ


فرَّجتَ كرْبا عنْ بطونٍ جُوِّعتْ

و اللهُ يحفظُ للفتى ما يُنفِقُ


فهْوَ المُضاعَفُ مالُهُ بسخائهِ

و هْوَ الذي منْ حَرِّ نارٍ يُعتَقُ


و ترى الكريمَ إلى المكارمِ واثباً

و شحيحَ كفٍّ بالتَّشدُّقِ يغرقُ


والجودُ سُلَّمُهُ القرارُ لدى الفتى

فإذا أرادَ  بقوَّةٍ  يتسلَّقُ


و إذا رأيتَ  قرارَهُ  مُتردِّداً

فلأنَّ  بابَ  النُّبْلِ فيهِ مُغلَّقُ


بقلمي ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم