الشاعر عباس خلف عباس// في المقهى العتيق


 " في المقهى العتيق "

تُمْطرُني بوابلٍ من الضحكاتِ الساخرة ..

لِسانُها يلوكُ السنين العابرات 

أغانٍ تُشْبِهُها ..

واللحظاتُ الغابراتُ 

تَسُحَبُني الى حيثُ يميلُ

فؤادي ..

تَتَحَدَثُ عَنْ زَمَنٍ 

كانَ ضاحِكاً ..

وها هو الآنَ يبكي ..

يَتَّبِعُ الحَتْمَ أَنّ بَعدَ كُلِّ ضَحِكٍ

بُكاءْ ..

هيَ تَقولُ ذلكَ ..!

أَقْنَعَتْني ، أنَّ الحقيٌقَةَ واحِدَةٌ 

نشءٌ ، زَهْوٌ ، و تَهاوي 

تَقولُ لي جُدْرانِ المكانِ الناطِقِ ..

إنَّهُمْ كانوا هُنا ، 

وها هيَ ظِلالهُمْ تَتَحَدَثُ ..

كانوا هُنا وها هيَ عيونهمُ

ترنوا إلي عن قُربْ ..

وها هيَ وجوهُهُم تَطُلُ من خلالِ

غبارِ الزَمنِ الراسِخِ على الجُدرانْ

إنَّهُم كانوا هُنا ، 

وها نَحنُ ُ نَشُمُ عطورَهُم

الباذِخةُ الأريجٍ تملأ الزوايا ..

وها نَحنُ ، نسْمَعُ صوتَ رفيفِ

أجنِحةِ أَرواحِهِم وهي تُحَلِّقُ

فوقَ رؤوسِنا ..

نرفَعُ أبصارَنا الى السقفِ

نسْمَعُ أصواتِهُمْ

من خلال الدُخانِ المتصاعِدِ

من بين لُفافاتِ التِبْغِ المَعجونِ

بالسُكَّرْ .. 

ألا أيها السارِحون في الخيالِ ..!

تَرَفَقوا ... 

إنَّكُمْ تنفثون السنينَ ، تَحرقونها 

مع جَمرِ الأراجيلِ دُخاناً مُرّا ..

وحكاياتْ .. 

تنتَظرُ مَنْ يُدوِنْها

شاهِدَةً على الزمنِ المالِحِ

وسُقوطِ المَعُنى ..

على قارعةِ " الشابندر " المقْهى .


الوصي شوكة // 25 أكتوبر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم