عربدة على هموم باقية بقلم الشاعر المتألق محمد هالي


 عربدة على هموم باقية

محمد هالي


عربدة على مزمار ضواحي الحدود:

فتشردني الصراعات،

تداعيات الهزائم،

سطوة البلح من ألشجر،

الإتجار بالآثار،

و أغصان تمر الشجر..

على مأرب الضواحي..


الحجاج القاتل لا زال في المغارة،

يتلو تنويهاته،

تصلباته،

و تقزمه للأيدي،

قطع الرؤوس،

و تحنيط المومياء من شرفة الأبراج..


لا زالت العواصف تؤثث الأصوات،

تنظم الإخوة في السفينة،

توبخهم أن ارتاحوا من الضغينة..


لا زالت مناورات الفرزدق تكعب جرير،

و جرير يكبد الفرزدق الخسائر..


لا زال المتنبي يكن المديح،

يحتمل التشاؤم إن هب من مغارة الكهف المحاصر..


من هناك يتدفق البترول على نغم الصبر المغشوش،

و تتكاثر أضحوكات الصواريخ المتساقطة على الجثث..


لازالت دمقرطة البكاء،

و العوز في الساحات،

و كل المساحات..


لازال يتصاعد النمل،

يتلذذ بما تبقى من الغنائم..


لا زالت المدائح تطرب الأمراء،

تبجلهم على قوافي الرعاة،

و سواعد التعب المعلق في المشاجب..


يا وحييي الملهم من أوعية القلق،

من تصادمات التضارب،

من  الجوع المتفشي في يمن الإكتئاب

من عراق بيع في المزاد،

من سوريا مدائن التاريخ المحنط..

من سودان منسية في شتات التناحر الدائم

من غزة الحلقة الأقوى في جوائز الموت،

و الجوع

و الحصار

من كل ضحالات الحياة المتفشية،

تطربني الهموم التي كانت،

التي ولت،

التي بقيت،

و أنا باق في فرجة البكاء،

 على هموم باقية..!

محمد هالي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم