نصيحة بقلم الشاعر المتألق حسن علي المرعي


 . . . نَصيحَـةْ . . .


قالوا : غضبْتَ وما في حِكْمةِ  الكُتُبِ 

 شـيءٌ  يُدانُ كما في ثـورةِ  الغضَـبِ 


فقلْتُ : واللهِ  ما شــاهدّتُ  يجعلُنـي 

أثـورُ  كالنَّــارِ  في  حمَّالَـةِ  الحَطَـبِ 


مِنْ  واحـدٍ  ما  بـهِ مِنْ  خَصلَةٍ  أدَبًا

 لا بـــلْ  تكامُـلُهُ  فــي  قِــلَّةِ  الأدَبِ


 عفْوَ  المُريـدينَ  أنْ  أبدلْتُ  قولَتَـهُمْ 

 كمَنْ   يُــبدِّلُ   رأسَ  القومِ  بالذَّنَـبِ


أنـزلْـتُهُ  دَرَكًا  في الجهلِ عنْ  سـبَبٍ

لِـمَـا تـراءى لـهُ الـدِّيـنـارُ  بـالسَّــبَـبِ

 

وشـهـوةٍ لـو عـلى جَـرباءَ  ردَّ  بـهـا

زهوَ الشَّـبابِ إلى  قـاموسِـهِ  الخَرِبِ


يُحـاولُ  المَجـدَ لا  دِيْـنًا   ولا  خُلُـقًا

 وليس  يُـتقِـنُ  غيرَ  الفَـنِّ  بـالكَـذِبِ  


هذا  بِـرَسْـمِ  الذّي  يـمشـي  بجـانبِهِ

وليـس في جَـيْـبـهِ  تِرياقـةُ  الجَّـرَبِ 


يُصغِّرُ  المَرءَ أصحابٌ  بلا شَــرَفٍ 

ويَكْبُـرُ المَـرءُ بالأصحابِ مِنْ ذَهَـبِ 


قـالَ النَّبـيُّ  حديـثًا  يُســْــتَطَبُّ  بــهِ 

كـادَ  الكبيرُ  بقـومٍ  أنْ  يكونَ  نَبِـيْ


ثَـبْـتٌ  أمـامَ  ظَـلـومٍ  لا ســماءَ  لـهُ

ودونَ ظُـلْمِ الورى يا أرجُلَ الهَـرَبِ 


إنْ ظَنَّكَ  القومُ  عِند  البأسِ  سيِّدَهمْ 

وأمَّــروكَ  فــكُنْ  للمــجْدِ  ذا  أرَبِ 


واخـتـرْ  ذُؤابتَــهـمْ  عَــونًا  ومُــتَّـكًا

 فقد تَصيرُ بِعدوىٰ الصَّحْبِ بالنُّـجُبِ 


ولا  تُــنَحِّ   عنِ  الــشُّورىٰ   تَقِــيَّهُمُ 

 تغارُ منهُ  علىٰ  الكُرسيِّ مِنْ  خَشَبِ 


فــلا  نصــيحةَ  إمّا  كُــنْـتَ  طالِـبَـها                                            

إلاَّ مِنَ العقْـلِ  عنهُ الغَيْـبُ لم  يـغِـبِ 


ورُبَّــما  نــاصـحٍ  إيّــاكَ   مُــتَّصِــلٌ 

بِـعُـقْـدةِ  اللهِ  لا في عُـقـدةِ  العَصَــبِ 


فَـقِلَّـةٌ  كانَ  مِـنْ  سَـلْمـانَ   ذا رَحِـمٍ  وكــمْ  تَكَرَّرَ  في  القُربىٰ  أبو  لَهَـبِ


سُـؤالُ  ليلى عِـتـابٌ  إنْ  تُحـاسِـبُـني

ولا يُحاسَـبُ  أهـلُ البـغْـيِ  بـالعَـتَـبِ


وكـم  جـميـلٍ عَطـاءٌ لا طِـلابَ بـهِ !

وقـد يهـونُ  عَـطـاءُ الحُـرِّ  بالطَّـلَـبِ


ويـا قَـبـيـحَ   نـوالٍ  إنْ  مَنـنْـتَ  بـهِ

لو كُنْتَ  ذا عِمَّـةٍ أو كُنْـتَ  ذا نَـشَبِ


إنْ خُنْتَ مَنْ كُنْتَ يومًا  تستقيمُ  بهم

مِنَ الأدانـي فلا عُـتْبـى على النَّـسَبِ


فليـس في ذِمَّـةِ الأشـجارِ إنْ كَرُمَـتْ

كمـا عـلى ذِمَّـةِ المـعـنى مِـنَ العِـنَـبِ


 نصائـحُ العقـلِ مِنْ مأثـورِ حِكمَتِـهِـمْ

أضـفى فـؤادُي عليها سَـكْرَةَ الطَّـربِ


فَـعَـبَّ كأسًا مِنَ  الألمى إذا  ضَحِكَـتْ

وردَّ  نـخْـبًا  مِـنَ  الصـهبـاءِ  للخُـوبِ 


نَـصَـحـتُ لا جَـملًا أرضـى لِـقـاءَ  دَمٍ

عليهِ ماشـاءَتْ  الأخـلاقُ  مِـنْ  رُتَـبِ


لا تُـصلِحُ  الشَّيخَ  فالـدُّنيا بـهِ  ذَهَـبَـتْ 

إنْ  كانَ في  صَبْـوةِ الأيامِ  لم يُـصِـبِ 


مـا كُـنْـتُ  أسـكُـبُها  لو لم  تكُـنْ حَـبَـبًا

 لـكـنَّـهـا  أدبٌ  بَــــــلْ   قِـمَّـةُ  الأدبِ 


راحِـيَّـةٌ مِـثْـلَ وحـي الشِّعـرِ في قَصَبٍ

يـبـكي إذا  عـبـرَتْ ريـحٌ على القصَبِ 


ــ الثَّـبْتُ : الشجاعُ الذي يثبُتُ عندَ منازلَةِ الأبطالِ

ــ الصِّيدُ : الرِّجالُ العظماءُ

ــ النَّشَبُ: المالُ

ــ الألمى: ذو سوادٍ جميلٍ في باطنِ الشفَةِ السُفلى

ــ سَلْمانُ : هو سلمانُ الفارسي 

ــ الحَبَبُ : الخمرةُ

ــ الراحيَّةُ: الخمرةُ

      الشاعر  حسن علي المرعي٢٠١٦/٩/٢٩م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم