رسائل إلى ياراللشاعر نزار داوود

رسائل إلى يارا

من البحر الطويل 

كفى تمزحي بالموت يارا أوانهضي

بنا نرجعُ البيتَ الذي يبكي دمعتي

ألا ترحمين القلب في ضعفه إذا

دنت ساعةٌ محتومةٌ قبل ساعتي

فيا قبر لاتقسو ففيك الصبا وفي..

..ك رمحٌ يمانيّ وأطفأت شمعتي

ألا تجعلوا بوٍِّ به تحنو أمها

فما قلب أمٍ أُفْجِعت فيكِ ياابنتي 

وعاصي الهوى جهْمٌ ولا ماؤه جرى

نواعيره فاضت أنيناً لصدمتي

ظلامٌ وليلٌ لانجوماً

 لأهتدي 

ضياع وأوهام و أحطام هامتي

فحزني عليكِ الدهر لاينطفي له

صراخٌ بصدري واختفى لون بسمتي 

شراعٌ صغيرٌ غادرت موجةٌ به

ولم تكترثني في عذابي ولوعتي

فلو لم تلد مريم وكانت عقيمةٌ 

ولا أحمدٌ ربَّى ولا كنتِ بِضْعتي

رهامٌ على أزهارنا كنتِ والندى 

بما أفتدي موتاً وهل يرضى فديتي 

شقيقاتها يخفين دمعاً لكي أرى

ريامي ولم ينقصن ريماً كريمتي 

تمر الليالي والمها في غيابها

أنادي ومن حولي بقايا مرارتي

أنادي وفي قلبي حنينٌ وحرقةٌ 

ونارٌ بشرياني وحزني وعزلتي 

ألا يانسيم الوجد عاودني ضِحكها

دلالاً وغنجاً يُرجعُ لي من أبوَّتي 

ألا تذكري كم تلتوي عند حاجةٍ

أيا طفلةٌ ضمت ليالٍ وسادتي

وكم مرَّةً نايت يارا فجاوبت 

وفي نعشها لم تستطع رد صرختي 

ألا تسمعي أنَّات أمٍ  

قتلتها 

بأقسى رحيلٍ منه تَنْسَلُّ صحتي

كتابٌ به إحدى وعشرون عمرها

وأقدارها شاءته من غير بصمتي 

إلهي ومافي الكون من صنعتك وأمر..

ه.. كُنْ ويا زهراءُ يارا وديعتي

خذي طهِّريها جمليها وحَسِّني

بما أعطى ربي فهي مني هديتي

في مرثية لابنتي الصغيرة يارا