كوخ اللهات بقلم الشاعر المتألق طاهر الذوادي
* * * كوخ اللهاث * * *
أنا رجل من ينابيع الصلصال المخمرة بترياق الليل الهجين
رجل من وساوس الصّدأ يورق من جذع شجرة التيه و يعشق شدّ
أرجل الفؤوس العنيدة
أنا رجل ريفي بطعم التراب لا يؤمن بانعطاف الأفق على ثدي الغيم الهش
لا تروقني تصاميم الأزرار
و لا تغريني وصفات التخسيس الجسدية المنتشرة على صفحات الأنترنات الحديثة
و لا الوجبات السريعة المعلقة على بريد الأرصفة و حواف الشواطئ و مرابض العشاق
إنّي رجل ريفي يصنع خبز يومه من حرارة الشمس و تعرّق الفجر و فرن جسده
رجل يعتّق عقاقير حروفه من ندى أصابعك
يدمن لبس جبة الغموض الذي لا يقيد انتفاضة الماء من منابعه الكثيرة
رجل يحبك تحت زخات المطر خاليا من تكلفة المظلة
مطلقا عنان البخار المتصاعد من دفء الأنفاس بعيدا عن التقيّد والحراسة
يكره ابتسامة شفتيك التي تحاول أن تجعلك أكثر اتزانا
و تحاول حراسة وحدتك من غزوات عينيه
و كعبك الملمع العالي الذي يتوخى الحذر من فقاقيع الماء ولا يليق بعشقه المهرول فوق الطين
رجل حد عطش الصحراء
يحبذ رشفك بيديه و حضنك بشفتيه بعيدا عن عصارات الملح و سراب الوعود و ترنّح الظل و رعشة النصوص في تقلّبها بلحاف المعنى
رجل يخبز السعادة بشقوق حضوره و قرصان شوقه
لطالما استبدلت حرارة الشمس بدفء طيفك
وتخليت عن مواعيد الرعاة برشفة عينيك حين لمحتك ذات لقاء و سكنني توهّج السحر بسفر يكاد أن يطبع يومي بنهاية توقيت الكبرياء و التعثّر
لست متأكدا من سطوع شعاع حرارة وجهي
و لن أحاول تجفيف المعنى إلا برشفة ريفية لرجل يسكن البراري و كوخ اللهاث يتهجى الليل نبضة ... نبضة
~ طاهر الذوادي ~
تعليقات
إرسال تعليق