كل التفاصيل تتغير // بقلم الشاعر حفيظ اتوالي

قصيدة مهداة الى روح محمود درويش بعنوان ..

كل التفاصيل تتغير..

انها لم تأت..

وتركته وحيدا..

يجر اذيال الخيبات..

ولم تأت..

الموسيقى الصاخبة..

وكؤوس الشاي المنعنع..

وعصير الفواكه الممزوجة ..

وفراش صالة الجلوس..

وشموع ينبعث دخانها عطرا..

كل شيء اعد على شرفها..

ولم تأت..

كل شيء سيتغر ..

لانه اصبح وحيدا..

والوحدة تقتل ..

كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة..

ستتغير رأسا على عقب..

الموسيقى  ستصبح..

كلاسيكية صامتة ..

جنائزية بتهوفن..

مع كؤوس الشامبانيا..

وعصير المانكا المعتق..

ونور شمعة واحدة ..

على طاولة اليتم..

لانها لم تأت..

غيرت ترتيبات ليلة بكاملها..

كانت على شرفها..

تركت نار دواخله تشتعل ..

وتلتهم ما تبقى له من نبض..

كل التفاصيل بعثرت ..

لانها لم تأت..

عانق مرارة عدم قدومها ..

كان ينتظر دفءها ..

على أحر من الجمر..

هي خسارة حين يفقد ..

الاخر دفء من ينتظره..

كل الحواس تنصهر فيما بينها..

احتجاجا لانها لم تأت..

وحيد هو ..ووحيدة هي ..

كل من موقعه يلوك..

خيبة الامل في اللقاء..

ويستكين الى روحه..

انها الحياة تعدبنا..

كما شاءت وليس كما شئنا..

يبقى القلبين ينبضان..

لبعضهما البعض في شوق ..

يحاولان معا قتل الاحاسيس..

فيهما ليرتاحا..

ولكن تزداد هيجانا كما البحر..

في تلاطمه على صخور اليابسة..

التفكير الواقعي يقتل الاحلام..

وهما يعيشان الاحلام كما الواقع..

لانهما خلقا ليتعدبا قليلا قليلا..

على درب هذه الحياة المتقلبة..

حين تصاحبهما الخيبات..

 الى اعتاب قلبيهما..

تحاول ان ترديهما قتيلين..

على شرف الروح المغبونة والمغلوبة ..

لانها خيارهما الامثل..

على درب الحياة..

حفيظ اتوالي...2019/10/19