من تداعيات صرخة // الشاعر عبد الرحمان البكري

من تداعيات صرخة ..!

هذا اليوم .. فوق جسر العبور 
أخذتني أشعة صباحي 
لأماكن الظل الشارد
تلافيف عقلي الباطن 
تحضني على تلمس سبل الدفء
في زوايا كوني المتمدد
خارج حدود السماء
كأني أستفيق على لوحة صرخة (مونك) (★)
كم كنت ساذجا كل هذه السنين 
على هضاب الاستحقاق
أترقب أوهام الفجر
في زمن فتلت عضلات أعطابه
تسائلني الوساوس المقيمة في تجاعيد المنى
كيف يستقيم البناء
بلا معاول 
تقتلع أشباه الطفيليات الجاثمة 
على صدور البراعم
وهل يكفيني هذا الشغف الطفولي
في حديث النوايا الخاملة
حتى أصنع منها ثوب القطيعة 
أغطي به كثرة الحفر
فتينع فصول النماء
وأنين عوائل
تقض مضجع السواعد الحالمة 
بين حقول الزعتر والخزامى 
وفي مناجم الكبريت والفضة
بقايا كبرياء تملأ ضفافي
شهادة العشاق

              عبدالرحمن بكري

(★)هذه اللوحة رسمها الرسام النرويجي إدفارت مونك في عام 1893، مُصوِّراً شخصية معذبة وتصرخ على جسر وتحت سماء حمراء دموية  تعتبر لوحة الصرخة ثاني أشهر لوحة فنية بعد الموناليزا، ويصفها النقاد بأنها أيقونة الفن الحديث، ورمزا فنيا لقلق الإنسان الحديث

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم