أمي والشمس //. الشاعر قدري المصلح
أمي والشمس
وجوه الراحلين وأيدي الليل
كلما طوقت خاصرة الكون
وحملت عربة الرحيل الراحلين
والشمس
ونام المتعبين
وجف عرق الخبازين
وطوقت أيدي الليل خاصرة الكون
تهمس لي بخجل لا تفتح فمكَ
لم يبقى عندنا خبز
وتخجل أن تطلب الصابون
أعطت صابونتها لجارتنا الكبيرة
التي تجاورنا وتجاور أيدي الليل
والخبز يأتي مع الشمس
وعرق جبين الخبازين
والعمال مثلي لا يعودون
إلا مع رحيل الشمس
بأيدي الليل
عندما يطوق خاصرة الكون
وزمن العتالين
لا يجلب لنا إلا خبز
وليتها طلبتني الصابون
لجارتنا الكبيرة التي تجاورنا
وتجاور أيدي الليل
لتبكي بحزن
السنين كيف سمعت أمي
تهمس بخجل
لم يبقى عندنا خبز
الآن لا أمي
ولا جارتنا التي كانت تجاورنا وتجاور أيدي الليل
لتبكي بحزن السنين
كيف سمعت أمي تهمس بخجل
لا تفتح فمك لم يبقى عندنا خبز
وليتني يا أمي
كتبت على باب الشمس
كيف كان لي أم تنتظر أيدي الليل
عندما تطوق خاصرة الكون
لتطلب الخبز لجارتنا الكبيرة
التي تجاورنا وتجاور أيدي الليل
لتبكي بحزن السنين
سمعتكِ لم يبقى عندنا خبز
ليتني وثقت ورسمت صورتين
لكِ ولها
كيف كانت عفة النفس
تهزم الشمس
وكيف صارت قطعة الصابون
عطراً أبديا يخبرني بأن الزمن
يعود بوجوه الراحلين
الذي لا يرحلون
لا يرحلون
لا يرحلون
الديوان لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان
الشاعر قدري المصلح
قصيدة الهمس بخجل .
تعليقات
إرسال تعليق