قصة فارس ...## للمبدع سيد ابو نصيرة

هناك فصل كامل يكتب في أحضان الليل
ليرتجله القلم على دفاتر الذاكرة
وتمثيلية تراجيدية مما تعجب الجمهور
قصة فارس نصف شجاع
ونصف جبان
نصف لئيم ونصف عظيم
ينتظر العودة
لديه قرار
بينما الجميع فقدوا إرادتهم
قبل أن يفقدوا حياتهم
واختبأ لحظة في تلابيب خوفه
حتى عاد إلى المواجهة
دارت  المعركة في غابة معتمة
وبحيرة نصفها أوحال
ونصفها موج مسالم
لكن صوت رياح عاتية
يجتاح الغابة
فانهزم الجميع وطعن هو في قلبه
كانت الطعنة من يد خفية
جاءت مع الريح
عندما صرخ بجنون عواصف تقتلع الحياة
وتفرق شمل الأشياء
وغبار يزيد وحشة البحيرة
غسق يطل بألوان باهتة
خلف الضباب حزناً على الضحايا
عين الرجل تتفحص جثث القتلى
بينما هو متكيء على مفرق الطريق
حيث لافتة تشير إلى درب العودة
وعلامات الهزيمة تظهر على تجاعيد وجهه
وقلب بعضه مازال ينبض
هو الحقيقة الوحيدة
حيث تجرد من كل خوف
بعدما ذاق طعم الوجع مرارا
واعتاد عليه
هناك أوقات القبول بنصف شئ
يكون عدلاً
حتى لو نصف حياة
هو نجا من مذابح شياطين الغابة
ونجا في معاركه مع ذاته
وقبول الواقع
إنه الحي الوحيد
الناجي الوحيد
لكن يسأل نفسه
هل هناك من يؤمن بعودته؟

سيد ابو نصيره