على أصابع الآااه بقلم الشاعر المتألق طاهر الذوادي


 -------  ///   على  أصابع  الآاااه   ///  --------


كشمس هاربة

من قاموس المعنى

كنت أراك

تكتسحين لغة التوجّس في عراء الرؤى

فيفرّ الكلام مني

ليبقى تائها في درب المجاز

أو كنجمة في التأويل

ترقص خببا بمفاتن كل اللغة

أو ككوكب عائد من صدى الأساطير و أنينها

يتنقّل بريبتهِ 

نحو مغانم الرمز و الإيحاء


كنت أراك

و لا أعرف العدّ إلا على أصابع الآه

أبحث عن أثر خطاي في خطاك

مرَّ الخريف بكلِّ أصفره عليَّ

مرَّ الشتاء و أضاع يديه في يديّ 

و الربيع وعد النوافذ الحتميّ

أما الصيف فثلة من أقداح الوساوس

لم تجرح شهد الظلال بناظريّ

كلّما تأكد حدسي من حتمية التيه أتبدّد

أيتها الرّيح التي تقشّر وجه التعليل 

و تسير مبهمة

هل مرّ قبلي ؟ أم  سيمرُّ بعدي ؟


كنت أراك

لغة ترتدي النار و الغابات والبيوت والشوارع ...

و تهرب إليك كي تموت جائعة 

كخلاخيلك المقطوفة من وعكة الأساطير و ثوّارها

أفترشُ أفكاري ثم أمتدُ

نحو خواءٍ مهيب ... 

يتسعُ و يكبر .. يكبر و يتسعُ

إلى أن يصير فكرة

و أراني فيها كلاما

و ألغازا في شرود الرؤى

يقطّر الصهيل المبارك

فتومض ... و ... تمضي

تفيض ... و... تفضي

إلى أي شيء يمتدّ حولي

الصامت أبدا وجعي

كلام 

تأخذهُ المراثي وبعضهُ لا يُقال ...

من وثنِ الذكرى ...

و النظرُ شحيح

و أراك هناكَ تتقوقعين

و أنت في كتابٍ الريح 

رجفة متدحرجة في عمق السواقي

و فجأةً تتندّين 

حيث تتسع الروح و يضيق الجسد

على أخاديدِ وردٍ حائرٍ 

في تصريفِ أريجهِ

هل مرّ قبلي ؟ أم  سيمرُّ بعدي ؟


كنت أراك

كنهر وحيد يجمع دموع السماء

أو كرعشة نار في قلب الحطب

غابة مسكونة بأنين الحطابين

و رقصة جنّيّ على رؤوس أصابع الشجر

وشوشة - ولولة  -  ماء  - ريح - نار 

حتى الأجوبة المسلولة من صداها

حتى الصرخة التي فتحت ثغرة في الجدار

اقتفت أثر ظِلال المقاعد الفارغة

يا أيها التراب الذي تتلمذت أصابعي على يديه

هذه إبتسامتها التي هرولت في الايقاع

كنزيف في مهب 

صافحتها بحرارة

كي يمشي السؤال على قدميه

و يفتح الأصيل أجوبة الجواهر المكشوفة لخمرها

و ما رأيت أجمل من الخوف و الحياء في عينيها

يرتدي قميصاً رحباً

قدم في الفراغ 

و قدم في اللامكان

و أنت ... أنت كما أنت

أبعد مما يسافر صوفي بالوله

في محراب ناسك متيّم

عاكف على سرّ الترجمان

و غيمة دائخة 

في سماءِ اللا نهاية ...

يدنو ... تعلو ... 

يبعد ... تدنو ...

من يعرف ريحاً تعرفها ؟

من يعرف ريحاً تسحبها ؟

علّهُ يتهاطل خبرا ... 

أو لوناً غجرياً مفردا

يسبحُ صوبها 

و يضيع ... يضيع ...


   - طاهر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

الشاعر عبد الله اسماعيل///يا نشوة الروح يا روحي وريحاني