هذا الليل أنين بقلم الشاعر المتألق طاهر الذوادي


 هذا الليل أنين

يغرق الزمن في عيون العتمة

و الدهشة لمعان مطارد

في مخاض الفكرة

و عصف لاجئة على أذرع الحلم

تسلمني لأشواك الوحدة

الزمن كرسي غاصت أقدامه بالوحل

يسائل أضلاع الشمس

عن نهايات التزلج في أروقة السماء

الزمن عقرب الوقت

سلمت نفسها للروتين

في شرود الأحلام

و الأحلام موج هادر بلا مواني


أنا الصّمت المقفّى

في التسابيح

كبنٍّ  في فناجين المرايا

يشرب الأوهام خمرًا

في كؤوسٍ من خواء

كنشوة تائبٍ في كفّهِ  

ليلُ التراويح

كفكرة منسيّةٍ بين 

الخوابي

كالفراشات السُكارى

 تلثم ما تهيء ضوءا

و ما لبسته أسرار المصابيح


ارتكبت معصية ايصالي

 للأفق المتهور من هذيانك

منذ ذلك الوقت 

وأنا لا أرى طريقًا أبدًا 

أنا أراك

بين راحة يدّي

وراء أزرار معطفي 

جعلت لك من ركام جسدي قصرا

بينما لم تمنحيني ظلا صغيرا

من رفة جفنك

و ظلت الأحلام الوردية 

تطيل مكوثًا دافئاً 

كوشاح غجرية 

يجوب أرصفة التيه

و ظلت النَّوافذ طافيةً في فراغٍ أزلي

تطِل على وحدتنا

على حياتنا التي لا يمكن أن تُرى

تدورُ في حَلقة مُفرغة

تقبض على الهواء 

تَنفخ فيه فيغدو حلماً

يُحلِّق الحُلم كأي طيرٍ تَحثُّه جناحاه 

ألا يبقى أسير العش


يتلاشى الحُلم دخاناً 

وتسقطُ أجسادنا أرضاً

تَلتحفُ بالخَسارةِ

وتَكتب قَصائد للنَّجاةْ ...

في عالم لا يكفّ عن المراوغة

و يظلُ هذا النَّسيج يطول

و تتكرر فيه ذاتُ المَشاهدِ

إلى أن تغفو أجسادُنا بِتعبْ

على صدر التُّرابْ

و تَنسى، و تُنسى

كأي جسدٍ مرَّ من هنا، و اضمحل


   - طاهر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

الشاعر عبد الله اسماعيل///يا نشوة الروح يا روحي وريحاني