معي الحديث بقلم الشاعر المتألق محمد العبودي
معي َ الحديث ُ،،
ألا تعرفني؟
ألم تتذكرني؟
سأسمعك صوتي
لعلّك َ تعود ُ
لِذلك َ الزمن ِ
سأجمع ُ كُلَّ صوري
سأخبرك َ بِكُل ِّ حركاتي
ضحكاتي رقصاتي
حين تبللها رشقات ُ المطر ِ
أتذكر ُ شقاوتي ؟
وَكيف َ أحمل ُكُتُبي
في حقيبتي التي كانت تكبرني؟
سأهمس ُ في أُذني
عسى أن أتذكرني ؟
سأحزن ُ كثيرًا فأنا لا أعرفني!
لا أتذكر اسمي
لم أسمع صوتي
لم أتقبل كُلَّ ملامحي
فأبدو غريبًا عني !
يالتعاستي ،
إذ كُلُّ شيء ٍ أضحى
كسراب ٍ أراه ُحقيقة ً
وَهُو َ منتهى الوَهم ِ!
مَن أنا ؟ ظل َّ يسألني ،
ظل َّ يتلمّسني ،
ظل َّ يعانقني،
دون أن ْ أجيب َ
أو حتى أشعر َ بذات ِالجسد ِ،
حقًا أنا ليس كأنا
وَلا تلك أوصافي
وَلا هذا عطري
الذي يملأ المكان َ هويتي
كم كنت ُطفلًا
لا أشعر بمرارة ِ الحياة ِ
أنام ُ على أطراف حديث ِ أمي الندي
بلا متاعب ٍ
لِلْنوم ِ يصاحبني
كم كنت ُ بريئًا باكيًا
على ذكرى أبي
أبي حين كان في أحلامي
يرافقني
يخاف علي ّ وَهُوَ عند َ الله ِ
يحرسني
مَن أنا ؟ أسألني،
دون َ جواب ٍ فأنا يقينًا لا أعرفني،
بِلا وَطن ٍ بين َ الأمم ِ
كطائر ٍ تائه ٍ يخشى مجهولًا
يطيح ُ بِه ِ،
كخريطتي حين يشار ُ لها بالدم ِّ
كمسجدي
ككنيستي
كَكُلِّ بيوت ِ الله بلا نبي
مَن أنا ؟ ظل َّ يسألني،
دون أن أعرفني!
محمّد العبودي،
تعليقات
إرسال تعليق