في رحاب العربية/بقلم محمد السروري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(٢٣) العَطْفُ و العاطِفَة
المَيْلُ و الشُّعور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* العَطْفُ ( في الأصل) : هو المَيْلُ و الإنحناءُ و الثَّنْيُ .. يقال عَطَفَ العودَ حناه و أماله و قوسه و سميت القوس عَطيفَة و الكثير منها عِطافٌ ...
و عَطَفَ الوسادةَ : ثناها و طواها ...
"" و انسحب ذلك ( حسيا و معنويا) على: ميل الكائن الحي (إنسانا كان أو حيوانا) على ولده و صغيره أو حتى على أفراد جنسه .. فهو عاطف و هي عاطفة و الجمع ، عواطف..
يقال عطفت الأم / أو الناقة على ولدها : حَنَت عليه و مالت و دَرَّ لبنها بفعل عاطفتها الغريزية و الفطرية ... و كذا يكون للأب - أيضًا - عاطفتُهُ و مَيْلُهُ و حُنُوُّهُ .. هذا الميل " الشفقة " يسمى عاطفة ،،
عاطفة الحب / و كذا يقال عن عاطفة البغض ..
و هي فطرية و مكتسبة
و العاطفة صلة القرابة و أسبابها سواء كانت عاطفة دم ،، أو عاطفة ولاء ..
*(العاطفة) عموما، هي حالة ذهنية كثيفة تظهر بشكل آلي في الجهاز العصبي وليس من خلال بذل جهد مُدرَك، وتستدعي حالة نفسية إما إيجابية أو سلبية....
و التعاطف بين الإخوة أو الأصدقاء أو الجيران التعامل بحنو و ألفة و شفقة .
و الاستعطاف طلب العطف و التعرض له و التسبب فيه ... و العطوف (مبالغة من العاطف ) و هي: المرأة الحنونة ، أو الرجل المحسن البَيِّنُ إحسانُه و السابغُ عطاؤه تجاه الآخرين ...
+ (في علم النفس) : العاطفة: استعدادٌ نفسيٌّ ينزع بصاحبه إلى الشعور بانفعالات معينة و القيام بسلوك حيال فكرة أو شيء معين ...
وشاع مؤخرًا إصطلاح ( الذكاء العاطفي) ، و هو يعني : القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الآخرين ، وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكل سليم في علاقتنا مع الآخرين ...
+( في الشعر) العاطفة / الوجدان ،، أحد ثلاث قيم ينبغي توافرها لنجاح التجربة الشعرية بجانب الفكرة و اللغة ... فصدق العاطفة الوجداني في النص يضفي عليه لمسته الشعورية و حاسته الفنية تأثيره الإبداعي...
+و ( في علم النحو) : العَطْف ، عطفان .. الأول ، عطف بيان، و هو التابع المشبه بالصفة في إيضاح متبوعه و عدم استقلاله ..
و الثاني عطف نسق ، و هو تابع يتوسط بينه و بين متبوعه أحد حروف العطف.. المذكورة في كتبهم[أشهرها الواو، و الفاء، و ثم، و ... إلخ ... و الحرف الواحد منها يسمى عاطف
+و (في النبات) العَطَفُ (بفتح الوسط) ،نبات لا أوراق له من الفصيلة العلقية يعيش متطفلا على النباتات الأخرى و يسمى الكشوث ..
المنعطف المنحنى / أو المنعرج للوادي أو الطريق .. أو غيرهما ..
و يقال المنعطف التاريخي ، الموقف المفصلي و الهام...
*( والعِطْفُ بكسر) هو الجانب من كل شيء و هو من الإنسان جانبه من لدن رأسه حتى وركه ..
و جاء في القرآن الكريم
{ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ}
أي مميلا جانبه تكبرا و عتوا عن سماع الحق معرضا عن آياته .. صادا غيره عن الهدى و الخير و النجاة ..
و أما ( المِعْطَفُ) فنوع من الثياب تلبس فوق الثياب الخارجية كزينة أو كواق من مطر أو برد .. و الجمع معاطف ...
** و يظل القلب موطن العواطف،، منه تنبع، و في فلكه تدور، وبين خافقيه تشرق حبا أو تغرب انكسارا .. تحلق عروجا، و ترفرف فيضا وسموا ،،،
...
أترككم في رعاية الله ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد السروري
تعليقات
إرسال تعليق