قصيدة للشاعر /طارق المحارب
طارق المحارب ..
6/10/2021
أحمد.شوقي ..
كلُّ نظمٍ على يدَيكَ جميلُ
فهْوَ وجهٌ و طرْفُ عينٍ كحيلُ
شعَّ نوراً كما بدورِ الدَّياجي
و تمطَّى بضوئِهِ لا يزولُ
أو كعامٍ بهِ الرَّبيعُ مقيمٌ
ظلَّ يحيا ولو تتالتْ فصولُ
يا لَشعرٍ جديدُهُ منْ قديمٍ
يصطفيهِ إذا التقاهُ الخليلُ !!!
واكبَ العصرَ بابتكارِ المعاني
فتباهتْ بما رواهُ الأصولُ
ذاكَ فذٌّ على القوافي أميرٌ
لا يُجارى إذا تحدَّتْ عقولُ
قدْ عرفْنا قديمَ عهدٍ بعِلمٍ
هوَ في العلمِ مَعلَمٌ و رسولُ
جفَّ حِبرٌ و سالَ حبرٌ غزيراً
مثلَ غيثٍ و ما استراحَ الهطولُ
خاطَ حِذقاً ثيابَ عرسٍ فلاحتْ
فاتناتٌ على سطورٍ تجولُ
تلكَ صغرى و أختُها تلكَ كبرى
لو تسيرانِ فالقوامُ صقيلُ
كلُّ خدٍّ يشدُّ ثغراً فيأتي
باشتياقٍ و همُّهُ التَّقبيلُ
قاطفَ الشِّعرِ منْ شفاهِ العذارى
فبلَ فجرٍ و نومُهنَّ ثقيلُ
حُزتَ منهنَّ كلَّ ثغرٍ برفقٍ
فيهِ عطرٌ منَ الأقاحي يسيلُ
نِمنَ منْ بعدِ وصلِ ليلٍ طويلاً
فأحاطتْ خيامَهنَّ خيولُ
أنتَ فيها أميرُها حينَ جاءتْ
ترصفُ البحرَ و الهزيعُ صَليلُ
يا لَوردٍ عصرتَهُ أهْوَ سِحرٌ
أمْ كُرومٌ تطيبُ فيها الشَّمولُ !!!
تسلبُ اللبَّ فالفتى دونَ لُبٍّ
فارقَ الوعيَ او عراهُ ذُهولُ
نِعمَ سُودٌ نقشتَها في بياضٍ
ثمَّ طارتْ وعمَّمتها الجَفولُ !!!
شطرُها الظَّبيُ حيثُ يجري بديعاً
و منَ الإنسِ شطرُها العُطْبولُ
كلُّ نبضٍ إزاءَ نبضِكَ مَيْتٌ
و إذا عاشَ فهْوَ نبضٌ كليلُ
أشوسَ اللحنِ كمْ أتى منكَ لحنٌ
و تباهى ولحنُ نِدٍّ خجولُ !!!
صائغَ الفنِّ منْ جواهرِ طبعٍ
راحَ يجري و سبقُهُ يستحيلُ !!!
جئتَ مَحْلاً مُروِّياً بعدَ يبسٍ
فغدا الرَّوضُ مُزهِراً و السُّهولُ
جاعِلَ الرَّبعِ بعدَ قَفْرٍ دياراً
فاستعادتْ حياةَ رغدٍ طُلولُ
لمْ.تعدْ مثلما مضى ليسَ فيها
غيرُ نُؤْيٍ و خلْفَ سِترٍ عُجولُ
قدْ جرى الماءُ مُنبِتاً كلَّ زرعٍ
و هَزارٌ مُغرِّدٌ و نخيلُ
و ابتهاجٌ على الرِّمالِ ولهوٌ
و فَراشٌ مُزركَشٌ و نجيلُ
كنتَ طولَ الحياةِ في القومِ نوراً
يدفعُ الجهلَ لو تلقَّاهُ جِيلُ
تُشرِبُ العِلمَ أُمَّةً كلَّ صُبحٍ
بكؤوسٍ شرابُها سلسبيلُ
شاعرَ القصرِ ليسَ عيباً فهذا
منْ وفاءٍ وذو الوفاءِ جليلُ
كلُّ ما قِيلَ عنكَ كانَ افتراءً
وعلى السَّمحِ كمْ تعدَّى عَذولُ
نلتَ مجداً و ماتزالُ مجيداً
و هْوَ يرنو وقدْ رماهُ الوُصولُ
و المعالي طريقُها الوعْرُ صعبٌ
كلَّما خِلتَهُ استقامَ يميلُ
ليسَ إلَّاكَ يا أميرُ مُحِبٌّ
فكرُهُ حولَ شعبِهِ مشغولُ
يرصُدُ الظُّلمَ و احتلالاً و قمعاً
و المنايا بكلِّ صاعٍ تكيلُ
جْدْ عليها فكلُّ بيتٍ حصانٌ
و نِزالٌ وكلُّ حرفٍ صهيلُ
عشتَ دهراً تشاركُ القومَ حُزناً
و عَناءً و كربةً لا تزولُ
في بلادٍ تقاسمتها الرَّزايا
و بَنوها بلاؤُهمْ لا يقيلُ
شرقُها باتَ مُنهَكاً منْ غريبٍ
حلَّ فيها و غربُ عُرْبٍ ذليلُ
أرهقَ النَّاسَ ما يُسمَّى انتداباً
يا لَزيفٍ مُرادُهُ التَّضليلُ !!!
يومَ حلَّا ترسَّخَ البؤسُ دهراً
وعلى جسمِ كلِّ مرءٍ نُحولُ
و مضى الصَّحْبُ يحملونَ سلاحاً
و مضى الشِّعرُ حيثُ صالوا يصولُ
فهنا الحِبرُ غاضبٌ منْ عراكٍ
و على السَّاحِ فوقَ نزفٍ قتيلُ
و ابنُ شوقي مُرابِطٌ فيهِ ثغرٌ
يطلقُ الشِّعرَ منْ جراحٍ تسيلُ
أحمرَ اللونِ في اخضرارٍ إذا ما
لاحَ نصرٌ و أورقَ المستحيلُ
مسرحُ الشِّعرِ جئتَهُ مُستنيراً
فتهادى على يدَيكَ يُطيلُ
فيهِ منْ كلِّ مُستجدٍّ جديدٌ
و هْوَ في الصَّوغِ منْ قديمٍ أثيلُ
واكبَ الغربَ و استقى نضجَ فكرٍ
إذْ تغنَّى وفي السَّماعِ قبولُ
و علا الصَّوتُ حينَ يحتاجُ رفعاً
و تدلَّى إذا دعاهُ النُّزولُ
فهْوَ قرآنُ مُسلِمٍ في معانٍ
و هْوَ في بعضِ قولِهِ إنجيلُ
تلكَ كبرى بناتِ شوقي أطلَّتْ
بلسانٍ يقولُ مالا نقولُ
ور أينا بأمِّ عينٍ بياناً
كيفَ بعلو الذي بناهُ الفحولُ
بُردةٌ مثلَ دورة الأرضِ دارتْ
بصداها و قدْ حباها الرَّسولُ ..
كلَّ حُسْنٍ فلمْحُها لمْحُ ريمٍ
يُبهرُ العينَ منهُ لمْعٌ قليلُ
طارق موسى المحارب ..
بقلمي ..
تعليقات
إرسال تعليق