عينُ دَراهِمَ تَستَغيثُ ...!!!/بقلم الشاعر الصادق الهلالي

  1.                   الشّاعر الصّادق الهلالي


تأجّجَتْ ألسنةُ نِيرانِ أَصيافِنا، تَلتهِم رُباها

واشتدّ في الغاب الحبيبِ توَقُّدُها ولَظاها

ماذا أرى مِنْ شُبّاك بيتي؟غيوما ضاع نقاها

أَظْلَمَ بَريقُ صُبحِها وادلهمّت بِدُخانٍ سماها

 تَسَّاقط أوراقُ أشجارِها رَمادًا، بعد غَلاها

تُغازِلُ كأندافِ ثَلجٍ كم أفرحتنا أيّامَ شِتاها

لن تُضاهيَ وَلَهَ نَعِيمَ عُشّاقِ السّمرِ في فِراها...!

في رقصاتِ موتها نرى ارتعاشا، ماذا دَهاها؟

غَضّةً كانت تحمي بهاءَ ثمارٍ، ما أحلاها !

مِن جوزٍ وسفرجلٍ وأعنابٍ لها رَونَقُها ورواها

ماذا أرى؟ أسرابا تهجرُ باسقاتها وَعُلَاها

مُرتعِبَةً، يلفح الوهيج ريشها، يبغي فَنَاها...

قُطعانا تَفِرُّ، تهرُبُ الموتَ حرقا وقد أتاها

من كلّ جِهةٍ، هل تترُكُ صِغارها وجِراها؟

الزّواحفُ تُسرعُ إلى غُدرانٍ جَفّ مَجراها...

لَنْ نَرى عَسلا لنحلِ غابٍ رفرفَ في فضاها

كَمْ جَمعَ رحيقًا، لاثِما زُهورا كان يرعاها!!!

أبكيكِ مَوطِنَ حبّي...، وجِبالا لا أهوى سِواها

أحبَبتُ ناشِئةً، قد شبّت بلا خوفٍ في حِماها 

آهٍ! حتّى أصابها هلعٌ مِن حريق حَرُّه قد كواها

أضْنَى قُلوبا، يَئِستْ مِنْ حُبٍّ، مَا يوما ناداها!

فلنَحتضِنْ أَفْنانا ضَمّخت وَجناتِنا بقَطرِ هَواها

كَمْ ضَمّت إلى صدرها من هائمٍ قد لاقاها...!

إذ لم تزل بلسَمًا نقيًّا لمُريدٍ كمجنونِ ليْلاها

 يُجَنُّ بسحر الغاب شاكرا اللّهَ لحلاء به حباها

 سأبقى ما حَيِيتُ عاشقا، على الدّوامِ أهواها..            الشّاعر الصّادق الهلالي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم