راية الجموح/ الشاعرة مريم الراشدي

 

يئسَتْ

وبقي الأمل بعينيها

جرّت ذيول الخيبات جميعها

ولا زال بريق الغد بكعبتها يطوف

الأملُ قشّتُها

تحملها، بصبرها، بذُلّها، بجبروتها في ضعفها

على لوح الأيام

إلى بر أمانٍ

تنشده

وتناشده

وتشهد على رمله

أن

عن عهدها لن تحيد

كبرياؤها عرّابها

يرافق موكب زفافها للمدافن

ورفاتها يعود للمشاتل

الأيام لا ترحم

والنبض لا يرحم

وعقارب الزمن

أكبر سيّاف بلا أسف ولا إسفاف

أناملها تغزل

ونبضاتها تعزف

وبسمها

يصوغ البسمات

تعانق النسمات

والعطر في المسامات

باسقات المقامات

عفيفة المزارات

نقية المسارات

تتطلع للمسرات ... 

تَخبِر أنه لن يعود

ما كان لحاءَ شجيْرتها مُذْ لمحَته

عهود تختفي مع نسمات الفجر 

وبقيت رؤوس الورد تصول

أريجا يراقص معاطف الشتاء البالي

وفساتين الأمسيات الصيفية

على نقرات الطانكو والسالسا والبالي

صمتٌ يدوي في كل أرجائها

الفسيحة بداخلها

ضجيج لا يفتر

يعبر أنفاق أوردتها

وشموع وشموس

تشع بين روابيها

لترتّق ثقوب الروح

وتبقى الأنثى براية الجموح


مريم الراشدي

المملكة المغربية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم