دعيني // بقلم الشاعر المبدع محمود بريمجة
دَعيني ..
دَعيني أذوبُ بينَ أطيافِ عَينَيكِ
أخترِقُ أشواكَ الصُّدودِ
أُناجي أسرارَ الجَمالِ
و أنتَشي بِحُلْوِ الوِصالِ
دَعيني أهتِفُ بِلا وَجَلٍ :
إنَّني في مِحرابِ عَينَيكِ صَريعٌ
لا حَراكَ لِجَسدٍ تتوَلَّهُ رُوحُهُ بِكِ
و تستعذِبُ الكَبَدَ ، و ترضى الشَّقاءَ
ما دامَتْ تنتشي من رَحيقِ عَينَيكِ
💢 💢 💢
دَعيني أتغلغَلُ في ثنايا روحِكِ
أتوحَّدُ معَ وُجودِكِ
أتذوَّقُ النُّورَ المُتبخِّرَ منكِ
و أُلاطفُ عُذوبةَ حِسِّكِ
و ألهو كطِفلٍ جذَبَتْهُ أنوارُ الرَّبيعِ
دَعيني أغدو تَوْءَمَ رُوحِكِ
نحيا معاً في ظِلِّ صَبابةٍ
رَوَتْني من مَعينٍ أغفلَ روحي عن دُنياهُ
و علَّقَني في حبائلَ لا فِكاكَ منها
💢 💢 💢
دَعيني أسرَحُ معَ انسيابِ شَعرِكِ
أتأمَّلُ الألوانَ و مَلاحةَ الخَلْقِ
و إبداعَ فاطِرِ الكَونِ فيهِ
دَعيني ألوذُ إلى خيالِكِ
أسري معَ شآبيبِ النُّورِ
و أتماهى معَ رَوعةِ السُّمُوِّ
فذاكَ الجمالُ يُنسيني آلامَ الفِراقِ
و يشرعُ أبوابَ السَّكينةِ لقلبي التَّائقِ
فهَيَّا إلى دُنيا الخيالِ
إنَّهُ الألَذُّ في عالَمِ الحِرمانِ
💢 💢 💢
دَعيني أغدو نَغَماً حُلواً
يُعانِقُ هَمَساتِكِ ..
و يخفُقُ معَ نَجواكِ
و يصبو إلى حُقولِ المَسرَّاتِ
إلى مَنابعِ النَّشوةِ و الذُّهولِ
عَلَّني أتذوَّقُ نُسْغَ الحياةِ الحَقَّةِ
فلا يردَعُني هَمٌّ أو شَتاتُ فِكْرٍ
لأروِيَ لَوعَتي ، و أُخمِدَ لَهَفاتي
بلَذَّةِ النُّورِ .. لَذَّةِ حُبِّكِ المَبرورِ
محمود بريمجة - سُوريةُ .
تعليقات
إرسال تعليق