بقايا لوح مكسور //بقلم الشاعر المبدع سامر برقيو

بقايا لوح مكسور... 

عندما تتراقص النسائم ..
مع ايقاعات البراعم المتجددة ..
وتعزف الطيور موسيقى  الصباح..
ينطلق المشهد الأول ...
معلنا حلول يوم آخر..
وتنبعث الشمس خلسة خلف الربى..
لتكشف زينتها بثوب دافئ..  
يعتكف قلبي في سجن الذكريات... 
 انظُرني بين احضان الحياة..
اركض خلف ضباب  الصباح..
اعجن الرمال الذهبية..
بقلب طائر واقدام حافية...
اتذكر انفاسا تعانقني مع الرياح... 
 وخصلات شعر رطبة تلامسني..
أتذكر تلك الرموش الكحلية .. 
تشكل فيلقا يحرس عروس البحر..
 تختلس رؤيتي بين الدروع..
و خد وردي يعكس الأنوار..
كنجوم الربيع إذ تزين الفضاء.. 
وجهي الداكن يتحرك في بركة مالحة..
 يبعث بخار الخجل الأحمر.. .
كانت لي سماء انصهر فيها...
خلسة كما تتباهى شمس الصباح...   
كانت ذبذبات روحي تطربني..
مثلما تداعب النسائم الزهور..
كان لي يحب يبتلعني ..
وقلب يبعثر كياني ..
تعلن الولادة القيصرية في مشفاي..
وتبدأ مراسيم تشييع الليل...
واستقبال ضيوف الاضواء..
كنت أصاحب التدبير الكوني...
وابتلع الأفراح جرعات زائدة... 
ليس الآن في هذه الفقرة الصباحية.. 
 لا مكان لي بُعَيد الشروق...
ارتويت من الذكرى نبيذ الاشجان..
ابتلعت  مسامي شعيرات الإحساس..
غادرني نبض الحواس..
لم يتبقى لي غير جسد منخور..  
مرمي في مكان مهجور..
كبقايا لوح مكسور...
ولسان أخرس قاطعته الحبال...
وقلب أخرق  لايزال يخور...  
وثغر ازرق يجب أن يغلق...
كعود كبريت بارد في علبة منسية...
شبه روح زالت أطماعها...
بدت  كما لو أرادت الرحيل..
والوعد ان تزهق.   

سامربرقيو

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم