أطفال اليمن // بقلم الشاعر مدحت عبد العليم بو قمح الجابوصي

(أطفال اليمن)

شعر / مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي 

جنوبُ جزيرةِ العربانِ أمستْ.... بحالٍ لا يُسَرُّ بها فؤادي 

مجاعاتٌ وأمراضٌ وفقرٌ....وذُعرٌ معْ تردِّي الاقتصادِ 

ودُمِّرتِ المدارسُ في قُراها....وفاحَ الموتُ في كلِّ النوادي

وباتَ الطفلُ في أرضِ الجنوبِ..... شريداً ضائعاً وسطَ البلادِ 

يُعاني الجوعَ معْ نقصِ الغذاءِ.... وفقدانِ المحبةِ والودادِ 

وحرمانٍ من التعليمِ فيها ....ومن حقِّ الحياةِ بلا عوادِ 

فكلُّ مدارسِ البلدانِ صارتْ....مخازنَ للسلاحِ بلا نفادِ 

وصارَ الطفلُ في الهيجا جسوراً.....يُقاتلُ أجلَ أموالٍ وزادِ 

وهُدِّمتِ البيوتُ على ذويها..... فباتوا في نزوحٍ وابتعادِ 

 بسادسِ عامِها حربُ اليماني.....وجندُ الشرِّ تسعى للفسادِ 

ملايينٌ تموتُ اليومَ جوعاً......وتهلكُ دونَ مَدٍّ للأيادي 

ملشياتٌ تُعذِّبُ كلَّ حيٍّ..... فأمسوا لاجئينَ بكلِّ وادي 

بكلِّ دقائقٍ عشرٍ بصنعا.....هوى طفلٌ نعاهُ لهم مُنادِ 

أرادوا للحياةِ ولم ينالوا.....سوى كأسِ المنيةِ معْ حِدادِ

عجبتُ من الأُلى ساقوا المنايا.....لأطفالٍ  وما هم بالشدادِ 

ملايينٌ ثلاثٌ قد تولَّتْ.. ...عن اليمنِ المصابةِ في الفؤادِ 

على الدنيا السلامُ أصارَ قومٌ.. ...حيارى بعد جدّّ واجتهادِ

وما فضل الحياةِ ِ على مماتٍ..... وما حظُّ المقامُ بلا رشاد

أمانُ الناسِ في الدنيا سبيلٌ.... إلى دربِ. السعادِ  ذاكَ حادِ

مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي