جميلة وشياطين الإنس // القاصة والكاتبة سيادة العزومي… سقراطة

الحلقة الثامنة/ 
                 جميلة وشياطين الإنس 
      لسياده العزومي -سقراطة 

ومن بين الظلام ظهر رجل

 شديد بياض الوجه والثوب، 

وقف على باب السيارة

 من جهة جميلة قائلا:

- الله يجازينا على الخير بالجنة

 وعلى الشر بالنار، 

إذا نحن من نمتلك حق الاختيار، 

بعد مشيئة الله، 

لم يخلقنا الله ليعذبنا،

 الله أرحم الراحمين،

 ورحمته وسعت كل شيء،

 الله يحاسبنا على النية،

 فلنحرص أن تكون نيتنا

 دائماً في الخير، 

هناك من يهرب من الشر

 ولا يستطيع وهو كاره له، 

يعيش في قلب أهله نيته خير،

 الله يجازيه على نيته، 

وهناك من يعيش مع أهل الخير

 وهو كاره له ولهم،

 فهو منافق في الدرك الأسفل 

من النار،
        
-  أنت تستطيع أن تتغلب على

 أمورك(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها،

 وما ربك بظلام للعبيد)،

 إذا اشتد عليك الأمر

 وصبرت اعلم أن لك شأنا عظيماً

 عند الله، 

ابحث دائماً عن رحمة ربك

 في كل مصيبة أو اختبار يقابلك،

 الله رحيم بالعباد..

 إذا لم تستطع الهروب من الواقع

 غيره، كن أنت محرك الأحداث،

 لا تقبل أن تحيا حياتك كومبارس

 أبداً، 

ضع بصمتك على وجه هذه الحياة

 في الخير قبل أن يسترد الله

 عطيته. 

أخرج الشاب بعض النقود 

وأعطاه إياها قائلا:
- ادع لي يا شيخنا 

نظر إليه الشيخ قائلا:

- أنت فيك من الطيبة

 لكن الشر في 

صاحب السوووووء 

علقت الكلمات على لسانه

 بفتح صاحب القبعة

 باب السيارة وهو يسب ويلعن

؛ فلم يجد ماء في الحمامات، 

أسقط الشيخ كيسا 

في حجر جميلة، 

برز الشيطان في وجه

 صاحب القبعة حين رأى الشيخ،

 أمر سائق البرق أن ينطلق بسرعة

، نفذ سائق البرق الأمر

 وانطلق بالسيارة... 
      
زاد صاحب القبعة في غضبه

 وسخطه،

 أخذ يسب ويلعن الشيخ 

مبرراً ذلك أنه يتشاءم

 منه ولا يحب رؤيته

 فلم يقابله يوما إلا وحدثت

 له مصيبه.  

صبت كلمات الشيخ 

على روح جميلة  

الطمأنينة والرضا، 

كأن الله أرسله ليلقي 

هذه الكلمات في نفسها وعقلها

 وظلت تردد..

- إذا لم تستطع الهروب 

من الواقع فلتغيره. 

- ولا تحيا حياتك

 كومبارس أبدا 

- وكن أنت محرك الاحدث 

- إذا لم تستطع الهروب 

من الواقع فلتغيره. 

عقدت العزم أنها سوف

 تجعل الواقع يهرب منها 

وتجعل حظها السيء 

الذي يلازمها كظلها

 يندم أنه رافقها، 

سمعا للمرة الثانية 

صوت أسنانها لكن عضا 

هذه المرة على كلمات الشيخ، 

التهب طرف أنفها 

من لهب زفير بركان العزيمة 

والإرادة الذي ثار بداخلها،

 اشتعلت عيناها 

وجرت الطاقة في عروقها

 وزامت.

عزمت أن تغير الواقع 

وأن تضع بصمتها على

 وجه هذه الحياة،

 ولن ترضى بحياة الضياع،

و لن تكتب على طفلتيها حياة

 الخطيئة والفساد، 

وقفت السيارة في قلب

 بيت شياطين الإنس

 كما وقفت جميلة في قلب 

معركة الحياة.. ...وتستمر الحياة

مازلت أكتب لكم 

دمتم بخير أحبتي 
          القاصة /سياده العزومي 
              سقراطة 
عضو اتحاد الكتاب بمصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم