بين _ أحضان _ جاك… الشاعرة والكاتبة سميا دكالي

الجزء_29

#بين_أحضان_جاك ⚘

أنهيت عملي وبالي مشتت فطريقي لم يتضح بعد.... أسير صوب سراب كل شيء فيه مجهول مازلت تائهة و دربي مفقود .....فأبي ومبادئه من جهة تجرني إليه وحبي لجاك لن يعوضه أحد سيظل يعيش في قلبي وكياني لن تغيره الأحداث ولن يهترأ مع مرور الأيام .....بل سيعيش حبه ينبض ويجري بشرايني إلى آخر رمق في حياتي.

مررت على رفيقة دربي ليفيا فكلتانا نعاني من عشق إلتهم تلابيب قلبينا ليحولنا إلى جسد دون روح ..... غريب هو الحب بقدر ما يحيي الانسان ويرفعه إلى الأفق بعيدا ، إلا أنه قد ينزل به إلى الأسفل فيميته ليعيش هائما لا شيء يروق له ، حتى طموحاته لاتصبح لديه رغبة لتحقيقها .

تجولت أنا وليفيا على المتاجر التي كنا دوما نرتادها حتى أن أصحابها استقبلونا بحرارة فقد اشتاقوا لرؤيتنا ، غبنا عنهم وقتا ليس بالهين...... كم هي الحياة سهل عليها ان تأخذك حيث شاءت وتنسيك عادات كنت مواظبا عليها .

اقتنيت انا وليفيا ما وجدناه في السوق دون أية لهفة ربما فقدنا رغبتنا في ذلك بسبب أحداثنا المتتالية ....المهم نحاول الآن أن نشغل تفكيرنا ولا نستسلم للحزن ....بعد أن تعبنا من التجوال ذهبنا إلى مقهانا المعتادة ثرثرنا في كل شيء إلا في حبنا وكأن ذكراه أصبحت شبحا يوحي بالخوف من شدة وقع سهمه بداخل أعماقنا التي قد توخزنا فتشعرنا بالألم العميق.

مر الوقت بسرعة وبدأ الليل يسدل أخيلته ليأوي كل واحد إلى بيته ....أخذنا حوائجنا أنا وليفيا لنعود أدراجنا في حين  أكملت هي طريقها إلى بيتها بخطى سريعة ، بينما أنا فتحت باب بيتنا بهدوء شديد أحرص على أن لا أوقظ أحدا وكم كانت دهشتي حين وجدت بالداخل جاك رفقة أمي وصوفي.....ما إن رآني حتى قفز من مكانه مسرعا نحوي يحمل عني أشيائي محتضنا إياي وكأنني غبت عنه منذ مدة طويلة.

أستأذنتنا أمي وصوفي للذهاب إلى النوم بعد أن اطمأنتا علي بينما جاك أصر البقاء معي وبريق عينيه يتوسلني .... لم أعترض لرغبتي الشديدة التي تجتاحني كلما رأيت ذلك البريق وهو يشع من عينيه ، وإن كنت أعلم أن هناك روح أخرى تعترض تلك الرغبة.

صعد معي إلى غرفتي وكله شوق أن يقضي معي تلك الليلة أخبرني أنه أنا من لها الحق أن تكون زوجته ....وافقت على طلبه منساقة إليه دون التحكم في شعوري وكأن عقلي توقف عن العمل ولم يعد له أية سلطة أمام قوة القلب ونفوذه .....أخذ قيثارة أبي وبدأ يعزف لحن حبنا الذي ولد معنا حين التقينا لأول مرة ، كنت أستمع إلىه يشبه لحن أبي وكأنه أعادني إلى ذاك الماضي الدفين حيث كان يتراءى لي فيه طيف أبي وهو يعزف سمفونيته الرائعة والمؤثرة.

غيرت ملابسي وأخذت مكاني بجانبه على سريرنا نمت قي حضنه محتمية به من نفسي المتقلبة وخوفي من المجهول والسعادة تغمرنا نحن الإثنان ....استيقظت في الصباح وفتحت عيناي وجدته مازال مستغرقا في نومه لقد كان كطفل بريء وهو بين يدي..... بقيت لحظات أتأمله بحب ، وأستعرض أحداثي التي مرت معه، كيف أنه أسعدني ودللني فيها وآلمني في نفس الوقت ...لقد أتى أخيرا مستسلما لقلبه تاركا عقله هناك لم تعد تهمه أطماع الحياة ولا أموالها ...لقد عثر على سعادته عندي وأنا أسقيه بكل غدق كؤوس حناني دون أن أبخل عليه.

فتح عينيه وابتسامة على وجهه مرسومة.... ضمني إليه بقوة وكأنه يخاف من فقدي رجوته أن نقوم فقد تأخرت عن عملي إلا أنه توسل أن أمكث معه بعض الوقت.....اذعنت لرغبته الملحة، لكن الهاتف رن فحملته لأجيب ، لقد كانت صديقتي ليفيا تطلب مني الحضور بسرعة فهناك ملفات يريدها المدير ولا تنتظر التأجيل.

نهضت من فراشي بينما جاك غضب وهو يلعن المدير وملفاته قائلا لي :

جاك : حبيبتي سنوهويت اتركي العمل فسأتزوجك وأجعلك أميرة ولن تحتاجي للعمل أريدك أن تتفرغي لي فقط .
أنا : ولكن أحب عملي ولا استطيع الاستغناء عنه حبيبي ....لا تحزن سنكون مع بعضنا حالما أنتهي من العمل.
جاك : حاضر حبيبتي سأصبر مادامت رغبتك وإن كنت لا أريد الابتعاد عنك ولو لحظة .

قربني إليه ليرتشف من شفتاي قبلة الصباح لكننا لم نكتفي ....بل قادتنا تلك القبلة للبوح بأشواق مدة طويلة صحونا بعدها على فطور صوفي و رائحة قهوتها التي تغمر المكان ...تناولت فطوري بسرعة والسعادة بادية على وجهي مما جعل خالتي وأمي تفرحا لأجلي وأيضا لجاك ...لقد اقتنعتا به أخيرا ونسيتا كل ما مضى فليس هناك من لايخطىء فأكيد قد أدركتا أنه يحبني حقا ولا يستطيع العيش من دوني.

حملت معطفي وحقيبتي وقبلت جاك تاركة إياه مع أمي يثرثران ...لقد أصبح فردا من أسرتي وقريبا سيكون زوجي هذا إذا لم يحدث امر يغير مجرى حياتي ويقلبها رأسا على عقب.

          #دكالي_سميا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم