جميلة وشياطين الإنس // القاصة والكاتبة سيادة العزومي… سقراطة الشرق

الحلقة السابعة/
      جميلة وشياطين الإنس  
   القاصة /سياده العزومي 
      (سقراطة الشرق )

كرر السؤال عليها مرة ثانية :
- إلى أين أنت ذاهبة 

في هذا التوقيت على

 هذا الطريق..؟!

ابتلعت جميلة خواطر

 أفكارها وتنحنحت قائلة:

- ابنتي مريضة.. 

وأريد أن  أذهب بها

 إلى أية مستشفى..

عض قائد البرق 

على شفته السفلية،

 ناظرا إليها بعينه 

مرفوعة الحاجب قائلاً: 

- أتحبين أن نذهب بها

 إلى أي مستشفى؟
         
  ..تفضلي 

ظلت جميلة مترددة، 

لكنها اتخذت قرارا 

فوريا بالركوب

؛ حتى لا تلوم نفسها 

مرة ثانية، 

 لعلها  فرصتها الأخيرة

 للخلاص من هذا الظلام

 الدامس، كالواقع الذي تفر

 منه،

 أسرعت وفتحت الباب

 خلفه فوجدت رجلا بقبعة

 على وجهه، جالسا مثبتا

 نفسه بوضع ساقه بينه

 وبين كرسي سائق البرق
                
 يبدو عليه أنه نائم. 

أغلقت الباب والتقطت

 الصرة وساقت طفلتها

 بالدوران حول السيارة من

 الخلف وفتحت الباب

 الخلفي ووضعت الصرة،

 ودفعت طفلتها الكبرى

 وهى تربت عليها إشارة منها

 بالركوب وأغلقت الباب

 وركبت في المقعد الأمامي

 هي والرضيع.. 

انطلقت السيارة كالبرق مرة

 أخرى .. 

وهي تحاول أن تسترق

 بعض النظرات إلي السائق

 ومن ينام بالخلف.

 وسائق البرق يجسد

 اللامبالاة في قيادته

 الجنونية ناقراً بأصابع يديه

 الإثنين على المقود. 

ماسكاً سيجارته بفمه يؤدي

 بعض الحركات بعضلات

 وجهه،

 ماضغاً العلكة وكأن له 

عينا عند أذنه ترى جميلة

 وهي تحملق فيه،

 وصلت السيارة مفترق الطرق،

هدأت السيارة وإذا بها

 تنحرف اتجاه البلدة

 انقبض قلب جميلة،

 واستنشقت رائحة شياطين

 الإنس،

 أيقنت أنه واحد منهم،

التفتت إلى الخلف فإذا

 بصاحب القبعة يرفعها

 بإحدى أصابعه وينظر إليها

 بعين واحدة ويلقى لها قبلة

 على الهواء،

سمعا صوت عضها على

 أسنانها من الغيظ، هرب

 الدم منها، وزاغت عيناها،

 احتبست أنفاسها وعلت

 ضربات قلبها حتى كادت

 توقظ الرضيعة الحالمة

 النائمة على
          
 صدرها، 

وسط الذعر الذي ملأها،

 راحت تربت عليها حتى

 لا تستيقظ، 

تجاهد أن تخفي ملامحها

 وتهدئ من فزعها،

 حتى تستطيع أن تفكر

 كيف تنقذ طفلتيها

 مما وضعتهما فيه، 

تتملكها رغبة شديدة في

 الصراخ والبكاء ولعن

 زوجها.. 

  بلهجة الأمر

أمر صاحب القبعة 

سائق البرق:

- قف عند أي مسجد أريد

 الحمام 

كسر سائق البرق كبرياء آمره

 قائلا:

- عليك اللعنة..

 أنت لا تدخل بيت الله إلا

 قاصداً الحمام .

ومن بين الظلام ظهر.......

مازلت أكتب لكم 
دمتم علي خير أحبتي 
القاصة والمفكرة /

         سياده العزومي 
            سقراطة 
عضو اتحاد الكتاب بمصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم