الصولجان … لسيادة العزومي - سقراطة // القاصة والمفكرة .. سقراطة الشرق .. عضو اتحاد الكتاب بمصر


أحبتي مازلت أكتب لكم وسأظل أكتب لكم بإذن الله تعالي أعتذر عن تقصيري في الرد أو مشاركتهم صفحاتكم فأنا منكم وأنتم مني أحبكم 

الجزء الثاني /الصولجان 

لسياده العزومي -سقراطة 

هبط ظلام الليل على الحياة

 لم يغير شيئاً من واقع

 المدينة، إلا أنه أسقط جميع

 الأقنعة من وجوه شياطين

 الإنس، ويبلغ تعاونهم مع

 شياطين الجن ذروته، أما

 باقي الضمائر فقد اعتادت

 النوم ليل نهار، حملَ كالعادة

 هيكله العظمي وعاد إلى

 مضجعه بعد أن اقتات قوت

 يومه، أغمض عين حاله

 على وسادته العازفة أيقظته

 لفحة الشمس كالعادة، وقام

 بطقوسه اليومية وأخذ

 يلتمس الأرض حتى وصل

 إلى سبيل المدينة مائدة

 الرحمن.. إذا بيده تقع عليه

 فيدفع بقوة تلطم جسمه

 أرضا إلى الخلف كادت

 تزهق أنفاسه.. سكن الجميع

 حتى الحيوانات في صمت

 ، ترقب، تنظر إليه وكأنها

 تنتظر قيام الساعة في فجر

 يوم الجمعة، ثم عاودت

 البحث حين أدركت أنه على

 قيد الحياة، وكأنها سمعت

 آذان فجر الجمعة وأيقنت

 أنه لم تقم الساعة بعد، أما

 هو تملكه رعب شديد

 ورجفة وعلت ضربات قلبه

 حتى كاد يقفز من بين

 ضلوعه ويفر هاربا، خنقه

 الخوف والفزع،  فتح فمه

 وراح يجدف بيده المرتعشة

 لإدخال الهواء إلى صدره

 زاد خوفه،

 وكتم صراخ أنفاسه بيده، 

عندما شاهد أحد الزملاء

من الحيوانات يقترب منه،

 ثم ما لبث أن هدأت أنفاس

 رعبه قليلا وتعجب عندما 

وجد كلباً بال عليه متسائلا: 

- كيف يحدث هذا..
أخذ يطوي الأرض

 حبوا يكسوه رداء الخوف 

والفزع الذي يتطاير مع

 إعصار الرجفة من قلبه، 

والتردد من فكره، 

حاول ابتلاع نفسيته، 

وأخذ يهدئ منها عندما 

وجد الجميع يقترب 

منه دون خوف، 

كتم صداه واغمض عين فكره،

 حتى وصل إليه خلع

 ببطء رداء رعبه،

 واقتلع جذور الرعشة ،

 وملأ شهيق أنفاسه

 بالطمأنينة التي كادت  تزهق، 

مد يده إليه مراقبا المكان

 والأجواء، أخذه ووضعه

 داخل "البالطو" العتيق

 الذي تحجر مما علق به

 من التجربة الحياتية

 في معمل الحياة الواقعي 

راح يخطو في طريق العودة،

 كما أخذ فكره يخطو

 في اتجاه الماضي البعيد 

الذي طفى على

 سطح الواقع

 حين لمست يده الصولجان، 

إنها السلطة، والقوة، والمال، 

في المنطقة لصاحبه

 لا أحد يعرف من قوة من..؟،

 هل الصولجان قوة صاحبه..؟،

 أم صاحبه قوة الصولجان..؟ 

أم الناس هي من صنعت الصولجان

 وصاحبه..؟ 

انتشرت بين العامة والخاصة 

أن الصولجان جن مسخر 

لتنفيذ أوامر صاحبه،

 وقيل أن صاحب الصولجان 

هو المسخر لتنفيذ أوامر جن

 الصولجان..

 فلقد صنعه صاحبه 

من نفس قوة صلابته،

 فصنعه من أصلب المعادن،

 كما توج صاحبه موكبه بالمال، 

كساه بالذهب والنياشين،

 جعل له سلطة مطلقة لا جدال فيها،

 مثله تماما..

 كانت إشارة منه حكم واجب النفاذ،

 فكم إشارة منه دفنت حياة

 الكثيرين في باطن النسيان،

 ولا أحد يجرؤ أن يسال أين ذهبوا،

 أضاف صاحب الصولجان علي

 الصولجان من شخصيته، 

كما أضاف الصولجان 

أيضا علي صاحبه من خواصه، 

جرده من إنسانيته،

 أصبح جمادا دون إحساس،

 بل أشد صلابة منه، تسيل دماء

 الأبرياء على الصولجان

 ويد صاحبه دون اختلاف الإحساس

 في كليهما، يخرجان عندما

 يغطي الظلام والظلم الحياة، 

تحفر دقات خطواتهما قبرا لكل 

من يجول في خاطره أن يوقظ

 ضميره، أو يسمع ويرى ويحن

 لنصرة الحق أو لرفع المعاناة

 عن أي مظلوم، يتلذذ الصولجان

 وصاحبه بإزهاق أنفاسه ببطء 

حتى يتمنى الموت هرباً من العذاب

، كان يجلس الصولجان بجانب

 كرسي العرش على كرسيه،

 إذا نام صاحبه يوضع على كرسي

 العرش ولا يستطيع أحد أن يدخل

 عليه دون إلقاء التحية، لا  يعطي له

 ظهره عند خروجه. 

مرت الأيام والليالي وشاب الظلم

 وشيطانه، 

وسقطت جميع أوراق قوته، 

أكلها العمر ووافته المنية

 وأصبح صورة على الحائط في

 غرفته المقدسة، 

جلس الصولجان على العرش، 

ما زال الخوف منهما مسيطرا 

على الكل، امتلأت الجلسات نهاراً

 وليلاً الكل  يتحدث عن الصولجان

 وصاحبه.. 

مرت الأزمان وأصبح الصولجان

 وصاحبه ....وتستمر الحياة 

        مازلت أكتب لكم 
       وسأظل بإذن الله أكتب لكم 
القاصة والمفكرة/سياده العزومي 
          سقراطةالشرق 
 عضو اتحاد الكتاب بمصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم