حين _ يتمرد_ النسيان // الشاعرة والكاتبة سميا_ دكالي

#حين_يتمرد_النسيان

وتظل حياتنا كعادتها
 تجبرنا على نسيان أشياء
إلا أن النسيان يلبس التمرد 
في حضرة ذاكرة متعبة
ننسى بعضها ليبقى بعضا 
منها عالقا متمسكا بالبقاء
فينجو من الغرق في أعماق البحر
 عبر باخرة لامرفأ لها
تلك باخرة النسيان 
تمخر عباب البحر نحو مجهول مخيف 
محملة بسيل من الذكريات
 لتدفنه في أعماق أعماقه
لكن يأبى بعضها أن ينسحب من ذاكرتنا
 ويفضل ركوب البحر ليواجه بإصرار
 أمواجه العاتية ورياحه الآتية من كل صوب
هي باخرة منسية مبحرة نحو وهم
  ربما نحو جزيرة منفية
كان الأمل سينتزع بنسيانها الكلي
 لو غرقت كل ذكرياتها
نعم لو غرقت في أعماق البحر
 واتخذت أصدافه مسكنا لها
لكن خاب الأمل
 حتى توار ى خلف غيوم داكنة 
فما كان عليها إلا أن تنتظر ثانية
 شروق شمس جديدة
شمس تخترق تلك الغيوم المتلبدة 
فتكسرها وتبعث بسخاء 
عبر خيوطها الذهبية نورا ودفءا 
فتحيي به قلوبا أثلجتها 
أمواج بحر بين مد وجزر
حتى البحر رغم حجمه 
بخل بحمل كل الأعباء والهموم 
فاستضاف بعضا في اعماقه 
وترك بعضا على متن باخرته
أبى أن يدفنها ويرتاح ربما لأنه عشقها
عشق وجودها وإن كان في ذلك عناء له
 فمازال يذكر  عطرها الفواح
حين إمتزجت بمائه المالح 
مكونا سيمفونية رائعة
أسعدت كل كائناته القابعة في الأعماق
حتى حورية البحر رقصت فرحا بها
فأقامت حفل كرنفال 
حضره كل من في البحر
فكان أروع حفل
 أقيم على شرف تمرد النسيان

               #سميا_دكالي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم