كلمة قارئ للشاعر طاهر الذوادي

كلمة قارئ في قصيدة الأستاذة حكيمة بنقاسم 
               ÷ { رحلة الألوان } ÷
أ أبحث عن الأنا في النص أو أبحث عن النص في الأنا ؟
ماذا إن وجدتني فيه ؟
و ماذا إن لم أجده بي ؟
المطر يساقط خارجا فهل يعني هذا أن الرذاذ الذي لا يلامس وجوهنا لا يعنينا ؟
فماذا لو كان أبخرة تناهيدنا التي صعدت ليلا من فراغ المواقد التي حوّلتنا غيمات ؟
كل صلة رحم موثوقة في ما لا يشبهك هو سقوط مدوّي في ضياع البدايات
كل ذهاب لغير براريك تآكل في منفى الصدأ
كل انعطاف ، كل انحراف ، كل انزياح عن ما أوتيت من حلم هو ركض في الفراغ
كل يد ترفع ، و كل رحيل ، و كل بقاء هو صوت مكبّل خلف أحجيات الهيام
فكم نحتاج من الوقت كي نشفى من الرحيل الأبدي في كثافة المعنى
و كم يلزمنا من رحيل و من عودة حتى نتوه و لا نتوب عن لملمة كسورنا و شرودنا فوق شفرة الكلمات التي تنجبنا لتقتلنا و تقتلنا لتنجبنا أكثر حظا
من فضفضتنا المقهورة أمام مرآة أنفسنا
يكفي ان نصفّق للمعنى حتى نصبح أتباعا للجملة
و إن صرنا أتباعا غرقنا الا من جنون يطفو بنا ليكشفنا على حقيقتنا الماثلة أمام هذا الاجتراح الهائل من الوميض المسكوب على ورقة 
للجمال معنى و للمعنى دليل القصيدة و للقصيدة حكاية 
تقول بأننا نحن معشر الكلمات 
 دموعنا حبر و وجعنا قصائد و فرحنا حروف تراقص الأرواح
لا يسجّيها إلا رتل كبير من الأنخاب والأحضان والآهات
نعيش موتنا بمحبة ونحبُّ حتى يحبّنا الموت ويأخذنا إليه 
عناوينا وترابنا الأبدي قلوب تقرأ ما كتبنا وتتذكّر حتى تغرق في وابلٍ من الذكريات
حروفنا المبعثرة تهيم في عالم من مجاز ..
تسبح في الماورائيات وتطوف في كلِّ الأماكن التي تخيّلناها على صهوة الأحلام
ورق مُسطّر بتناهيد أغنية قديمة تحفر في ذواتنا وتهيل علينا رذاذ الأماني المستحيلة
نكاد نشبه الحطام ، الظلال ، الأحلام ، و روح الأمكنة التي توشوشنا لنصير أياديها الحنينة و ألسنتها المكتومة

أيها الشَّاعر لا تنس أن تروي لندمائِك عن مَغَانمِ الرّقةِ في لغتها…عن اليمام الذي يؤم غِيَابَها
في منعطفِ القصيدةِ يذوب كحلاً في عينيها
أيُّها الشَّاعر لا تنسَ أَنْ تروي في أَمَاسيكَ التائهةِ عن الليالي المعطّرة برنينِ خلخالها الفضيّ
عن أَسْرابَ الفراشاتِ التي تكلّلُ عتبةَ أَحْلَامِهَا…
عن تبصّرُ في ألحان هذه التخوم. ؛ حيثُ الألفةُ بمائها …
تبلل على الضفة الأخرى من الغامض أرجوانية القميص
و تنهض لأناملها الطّويلة القصيدةُ امتداحاً

        - طاهر -

تذهلني رحلة الألوان
 انسج من حرير التوت
 لون قميصي الأحمر
أرتدي معاطف الشوق حين تشتد
حروف القصيدة 
أتناثر في وجه المرايا الغامضة
وأغرق في أعماق النص 
بعينين مغمضتين 
بكلمات من ياسمين
كأحلام الربيع الدافئة 
أفتح نوافذ الضوء
احتسي نور نجم حالم 
أملأ كؤوس الهوى 
بالنبيذ المعتق..
 اركض فوق عقارب الحرف
اسابق النص لالتقط صوره خيالية 
ارفع راياتي البيضاء 
حين تعبث أصابعك بالأزرار
وانت الدونجوان الذي اغير من اجله
أحمر شفاهي
اترك خلفي الف عاشق 
وأركض في مداراته الصاخبة
انت المفرط في رسمي 
المنسكب في دمي 
المؤمن برسائلي العاطفية
ارتق في حنجرة الحنين صوتي 
اجدد في حناياك اسمي
ابحث بين سطورك عن ذاتي 
وقمصان الانا تغزلها بيديك 
في أعراس اللغة 
يا ملهمي الشعر 
اريد ان يبعث البوح فيك من جديد
 ان تبلل ثمار الحرف 
أيا لذة الكلمات 
حين تحتفل بحروف الحب 
تشعل شموع النشوة
وأنت تنثر ازهارك الجورية
وتشدو كل زاوية في قلب القصيدة
نلتقي معا كما لو انها المرة الاولى 
كضوء في عتمة الغياب
كأعراف جديدة لعالم الكتابة 
كم تذهلني رحلة الألوان 
على دفترك
 ألون معك ألف ذكرى 
و عيناك وطن آخر

حكيمة بنقاسم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم