المواويل السرية بقلم الشاعر المتألق طاهر الذوادي


 &   المواويل السرّية   &


لا انجاب لرخام مصقول 

بالعمق والإنكفاء

لا أعذار للوقت المثقوب بالتأني

لا اقتراف للنداءات في الفراغ

لا وقوف أمام الرحيل

و لا تظاهر وراء الماضي

كنت أركض ...

و أركض كي لا أتعثّر بالعدم

كل ما دار بين فمي واصطيادك 

كل ما سخرتْ منه خوالج الأيام 

كل ما بدا في وجه السماء ضحلا 

كل ذاك الضرب الشديد على الوتر 

خزنتُه .. ربيتُه على الكمال 

اسندتُ له وظيفة العدوى 

وحميمية الحمى 

في ميدان جسم محاصر

مرة سلبتُ المشي 

نعمة الوصول 

و انا اطردك ناجيا من ربابتي

ومرات كثيرة 

عبأتك روحي 

و أولجتك شراييني

و كم أسرجتُ خيول الليل 

كي يعربد وسواسك 

على جسد المسافة 

للقبلات التي كسرها التنهيد 

لرغبة العناق التي كستها الأعذار

للمسة احتراق سلبها شرود الحواس

لكل جموح لم يطب 

لأسرة يوجعها هندام شراشفها 

و فراغ الاحتدام

للبحيرات التي لم نرقص مع بجعاتها 

للجبال التي اهتزت دون صراخ 

للاغاني المكبوتة في حنجرة الوقت 

للشوارع التي نامت على رصيف موعدنا 

للمصابيح التي اطفأت زيف المطر 

للسيارات التي تتوهمنا احتكاكا و اصطداما

كل تلك الخيالات المتحركة 

احتفظتُ بها 

هنا 

وهنا 

وهنا 

ليتك كنت حاضرا  

وانا أجمع صغارها 

أربي فيهم نعمة الوجد والانتظار 

و نعمة التريث الممزوج بوهم الرضا 

أربيهم للفصل الخامس للعتاب

 لكن ....

سرعان ما تأكلهم حمرة الهتاف

سرعان ما يشعلها زفير خائف لاذ من خيبته

كي يقضم استقامة الخريف

أضربُني بموجك الغائب

و أدس نمش حروفي في ثقب قارب

كي يهدأ

الليل

النهار

الموج

العاصفة

النبض ... النبض ...

و المحارق في مواويلها السرّية


       - طاهر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم