دينها للشاعر نزار داؤد

دينها ....
في طولها اعتدالّ حاط بي حسنها
كالطوق ليناً به غنج على لينها

أمراسها قيدت صدري وألحاظها 
ديناً وأنت الوليِّ والعبد في دينها

من عينها غمزةٌ والوعد لاحت به
سبابةٌ عند نضيِّ الشعر عن جيدها

إني أراها على أفقٍ بعيدٍ وقد
أرسلت أمطاري كي أستسقي من بيدها

حتى إذا من أمازيغيةٍ لوحةٌ
رسامها ساحرٌ يستهدي من غيدها

ألأنف سيفٌ أشمٌ والشفاه عنبٌ
أحضانها قلعةٌ من يدنو من سورها

فرسانها من خيالات وأطيافها 
أمضى سيوفاً ففي مفتاحِها قيدها

لو أنها عرضت تفصيلها دفعةً
كالحرب إعلانها واستنفرت جيشها

فالجيش أذيال كحلٍ ينتمي له قوىً
من بسمةُ الثغر والطيات في هيفها

ممشوقةٌ وسمةٌ وضاءةٌ قسمةٌ
دعجاء رقراقةٌ محصونةٌ سرها

محبوبة الحي والجارات يعطفنها 
وداً فمنها مراسيل الهوى طيبها 

دللنها كالذي في بيته أرزة
عند اهتزاز الغصون البُرْد من ظلها

أسرارنا مع خيوط الشمس في فجرها
راسلتها فاستضافت ليلتي عندها

في ليلتي نادمت خمري وشعري بها
والكأس مالامست فاها ولا خمرها

مالت بأطرافها رقصاً على مقعدٍ
والليل أصدى بصوت اللحن حولها

واستعذبت من غناءٍ ساحرٍ لونه
زادته في سحره أجراص خلخالها

ألقت وشاحاً على وجهي فصارت خيا
لٌ.. بعدما كان تاجاً محجماً شعرها 

ترميه في وحشة الريح التي لم أرى
من بعدها غير غابات تفي ظلها

علمْتِني أنكِ الأنثى ولا فتنةٌ 
تحصى لها حين ألقى الليل من صحوها

مجنونةٌ حين تلقي من حماقاتها 
واستسلمت في ثيابٍ غيرت لونها

والهيف سكرى يلوح الخصرمنها غوىً
لا واردٌ صدرها من قبلُ او بعدها 

هل تعرفين الذي إن غِبْتِ غابت لكِ
شمسي وضيَّعْتُ أشعاري في إثْرِها

في شِفَّتيها حديث ما أباحت به
أبصرتُ في عينها للعشقِ تسبيحها 

نزار أحمد داؤد في عَصْرِ 12 أيار 6774 عام سوري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم