تذكري /للشاعر طاهر الذوادي

### تذكري ... ###

و أنت تمرّين بين سويعات النهار الضيقة
تذكري الأبواب التي راودتنا 
في أيام واسعة الخيال
و البساتين التي هاجت بالثمار المتقاطرة
تذكري شكل الطعن المرمي من مهجة راكضة
تذكري صوت الآه التي تركها همسنا الأخير 
في مقهانا العابر
تذكري غرور القحط وانحسار الفراغات
تذكري أن الحبر خائن كبير 
يمدنا بـصرااااخ النسيان .. 
وهو مبحوح بــ لغة جارحة
تذكري أن الشفاه قصائد 
و أن العنق طريد مثل الفكرة
ينبض بالتعرّي ويقدح بالعرق
تذكري أن الصهيل شهيتنا المنكسرة على غربة حلم 
و أن طعم العزلة مرّ كما الخريف 

تذكري فرصتنا في القفز على الحبال 
فرصتنا بالتدحرج على السطور
قدرتنا في السباحة على الجدران 
تدافعنا في حديث العيون
احتفائنا بــكل كدمة تتركها أرض نازحة 
هوسنا بالانفلات من رفوف الأيادي
و تحدينا للإشارات الحمراء
تذكري كيف وجهنا دعوة للمقامرة
و للتصفيق تهكما في وجه القدر

مباغتتُك الكريمةُ
لم يسنَّها حظ
و باطنُ الأفكارِ الملعونةٌ
فكلُّ القصائدِ مرآة تعثّر
والممحاةُ كائنٌ هجينٌ
بأعضاءَ مشوهةٍ
فظلَّ العيبُ مستحياً
من جنون فارق مشتهاه
لا صلاةً أجيدُ
لا تيمماً أعرفُ
وشياطينُكَ المئةُ تعرقُ
على وسادةِ الريبِ
مبتلةً باعترافِ الغفرانِ
بيقينِ الخطايا 

منازلُ زرقتي تهجرُ الأبوابَ
لا نافذةَ .. لا قفلَ
كلُّ ستائرِ طمأنينتي ترتجفُ
كلُّ هواجسِ الغيمِ
تعترفُ باعتقالِ المطر
كلُّ زورقٍ في عتمةِ دمي
يبحرُ بنصفِ شراعٍ
و بعضٍ من مجدافِ نبضٍ
كلّ ضحايايا من جبين لامس العطر
فانهمر حروفا من جدب و ضجر
كلّ خطواتي وراء ... وراء ...
طين تيبس و خواء
كلّ نواح كل عواء كل ضريح
يلوّح من بعيد بالنداء
فديةً للصمتِ المعلقِ في كهفِ الحناجرِ
أيها الشعر
معصمي قافيةٌ من النعوشِ
وريدٌ على كتفِ وريدٍ
يكثّف الهجاء

    - طاهر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم