مواطن في غربة/الشاعر محمد العويني

 


هاجرت حضنك صغيرا

فطافت بي المقادير

وجلت عدة أمصار

لاحبا في الهجر ولا اختيار

مذ ودعت ترابك

ما عرف القلب استقرارا

وجسدي صار كعود بلا أوتار

تفصلني عنك مسافات

بين جبال وبحار

وحبك مازال يدق في قلبي

كالمسمار


ما زلت أعشق هواك

وبساتينك وكل الأشجار 

ماذا أفعل إن كان هواك 

كالدم يجري في شراييني

يسرني ما أسمع

 عنك من جميل أخبار

أنتظر وقت العود 

وقد طال الانتظار

تأخذني الأشواق إليك

 في الليل وفي النهار

عل الأقدار تحملني

وفي حضنك ترميني

ومنك أطفىء 

ظمئي وحنيني


مشتاق إليك مشتاق

وإن طال بيننا الفراق

وتقتلني لوعة العشاق


فالماء في وطني معين

يخرج من العيون عذب رقراق

عند الفجر ترياق

لذة للشاربين


ورغم البعد 

نسيمك يهدهدني

 عند احمرار الآفاق

به أنام ويوقظني

نورك البراق


قسما برب العزة سأعود

وسأجتاز كل الحدود

وأحطم كل القيود

وأقبل ترابك

 تراب الوفاء بالوعود

أرض العز

 أرض الآباء والجدود

وفي كل شبر سأغرس زهرة

وسأحفر الآبار 

وأقيم السدود

وأحمي ترابك 

من كل عدو لدود

سأعود.... سأعود...  سأعود

قسما بالحي الودود

وأكون على رقيك من الشهود

حفظك الله يا وطنا 

صنت كرامتنا

على مر العهود

وأدامك الله

نورا في هذا الوجود


محمد العويني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم