لكي لا تحرم عيناي من وهج الشمس بقلم المبدع خالد صابر


 لِكَيْ 

لآ تُحْرَمَ عَيْنآي

مِنْ وَهْجِ الشَّمْسِ

ذآتَ يَوْمٍ

حِينَ لَنْ أَكُون


إسْتَيْقَظْتُ…

بآكِرًا اليَوْم

إسْتَيْقَظْتُ قَبْلَ يَوْمِي

وَ قَبْلَ الشَّمْس


إسْتَنْشَقْتُ

كُلَّ الأَمَلِ المَنْثُورِ

فِي خُضْرَةِ الشَّجَر وَ بَهْجَةِ الزُّهُور

وَ المَعْصُورِ مِنْ زُرْقَةِ السَّمآ 

وَ رَذآذِ البُحُور


وَ وَزَّعْتُهُ

ابْتِسآمَةً وَ سَلآمآ

عَلَى كُلِّ أطْفآلِ العآلَم

عَلَى جَنآحِ  قصائِدِي

عَلَى رِيشِ أشْعآرِي

وَ مَعَ سُنُونُو كَلِمآتِي


لَنْ يَمُوتَ

كُلُّ أطْفآلِ العآلَم

فِي يَوْمٍ وآحِد

وَ القصائِدُ  لآ تَمُوتُ

إلّآ بِمَوْتِ كُلِّ أطْفآلِ العآلَم

وَ الشَّمْسُ لآ تُزْهِرُ وَ تُشْرِقُ

إلّآ فِي أحْلآمِ الأطْفآلِ

بِيَوْمِ عِيدٍ بَعِيد

بِيَوْمِ عُطْلَةِ المَدآرِس

بِيَوْمِ رُجُوعِ أبٍ مُسآفِر

بِيَوْمِ قُدُومِ جَدَّةٍ حَنُون

أَوْ عَوْدَةِ أخٍ مُهآجِر

أَوْ صَدِيقِ لَعِبٍ وَ شَغَبٍ

مِنْ زُقآقٍ وَ زَمَنٍ غآبِر


وَ لِكَيْ

لآ تَنْسَى عَيْنآي

الحُلُمَ بِوَهْجِ الشَّمْس

حِينَ سَأُغْمِضُهُمَا فَجْأةً 

ذآتَ يَوْم

وَ أصِيرُ

فِي ضِيآفَةِ الفَنآءِ

وَ حَضْرَةِ العَدَم


إبْتَسَمْتُ

فِي وَجْهِ المَطَرِ

هَذا الصَّبآح

لِأجْلِ كُلِّ هَذا العآلَم

المُغآدِرِ فِي كُلِّ الإتِّجآهآت

وَ المُسآفِرِ فِي كُلِّ الزَّمآنآت


إبْتَسَمْتُ

فِي وَجْهِ هَذا اليَوْمِ المآطِر

وَ  قَطَفْتُ مِنْهُ قَصِيدَةً نائِيَة

لَمْ تُولَد بَعْدُ

لَكِنَّ دَمْعَتِي لَمَحَت ظِلَّهَا

فِي رَدْهآتِ الكَوْنِ وَ رَتْقآتِ الرُّوح

يَتَدَلَّى مِنْ أدِيمِ العَتْمَةِ وَ نَسْغِ النُّور

عَلَى غُصْنِ غَيْمَةٍ دآنِيَة


قَصِيدَةُُ…

وَ إِنْ مِنْ كَلِمَةٍ يَتِيمَةٍ

أَو حَرْفٍ عَلِيل

تَشْهَدُ أنَّ الشَّمْسَ

أَشْرَقَتْ هَذا اليَوْم

وَ أزْهَرَتْ أحْلآمَ أطفآلِ العآلَم

مَرَّةً أُخْرَى

رُغْمَ المَطَرِ الحَزِين

وَ رُغْمَ الرِّيحِ الجَرِيح


لآ يَهُمُّ…

إِنْ كآنَ هَذا اليَوْمُ مآطِرًا

يُرْعِدُ وَ يُزْبِد

فالفَرْحَةُ إِنْ هِيَ إلّآ لَحْظَةُ مَطَر

وَ هُطُولِ كَلِمَةٍ مِنْ دِفْءٍ

وَ دَمْعَةٍ مِنْ قَلْبٍ


وَ الشَّمْسُ…

رُغٌمَ الغُيُوِمِ

فَهِيَ لآتَزآلُ هُنآكَ

تُشِعُّ مِنْ وَرآءِ السُّحُبِ وَ الغَيْبِ

تُونِعُ مِنْ وَرآءِ المُزْنِ وَ الحُزْنِ


وَ رُبَّمآ…

وَهْجُهَا الآن

يَكُونُ قَدْ سَبَقَنِي

إلىَ هُنآكَ

البَعِيد…


حَيْثُ…

أَنْتَفِي وَ الشُّعآع


هُنآكَ…

حَيْثُ أَرَى

مِنْ هُنآ، مِنْ بَعِيد

تَلْوِيحَةَ يَدَ أطْفآلِ

كُلِّ الفُصُولِ وَ البِقآع


بقلمي  خالد صابر

دبلن، ٢٧  يوليوز ٢٠٢١

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم