خاطرة / المركز الثاني /عائدة العبدو
صولة خائبة *
يسألني الحنين إلى أين أمضي
وأين أحطّ الرحال طريقي مظلم
و لابد من قنديل الأمل
لأتابع المسير خلف ستار الماضي
متى تنفك عقد حبال التشبث بالسراب
فأنا عالق في شباك الأمنيات
أستنجد بطيف يمر بذاكرتي
يوجدني في ساحات الفرح
أيها الشوق كف عن العبث بوجداني
اُحترقتُ في دائرة النار سنوات
والغياب ينحت دربي يقوض الحلم
ويعصر الدموع على شفاه خمرة الورد
لم أعد قادر على حمل أشيائي المقدسة
حروف أبجدية العشق ووشم الذكريات
وذاك العطر العالق بفؤادي منذ أمد
أدعو رفقائي في السماء
لبث الضياء في سراديب الأحزان
لأتماسك أمام عتبة الرحيل
والحنين يعجبه المكوث في صدري
يغتالني في لجة الليل
يسبق انسدال خيوط القمر
يبقى إلى الغسق بين أشلائي الموؤدة
عجزت التبرير للصباح عن انعدام الألق
ورشف فنجان قهوتي المعتاد
تمزقت خيوط نسيج ثوب الوجد المطرز
أناظر الغيوم لقطرة ندية
تملأ روابي الروح اخضرار
شطرت لحيظي بين ما مضى وبين ما هو آت
وخريف العمر يتسلل إلى شطور قصيدي
إلى خصلات شمسي
تتناثر أحلامي على رصيف متآكل الأحجار
هنا مررنا والأيادي في اشتباك
كيف أرمم بقايا الغرام
كيف أدعوك لوطئ الوتين
حيث تلتف الروح بالروح بلفيف الزنبق
بلحاف مغمور بأرياش الأشواق
أجلس عند شجرة العشق العارية
وأعزف على الناي لحن الرحيل
تنهمر دمعة على زهرة البنفسج
الغافية قرب شلال الأماني
وأنت من قطف لمبسمي آلاف الأزهار
امسح غبار السنين عن ذاتي
الراكدة في أقبية الظلمات
عن وردي الراقد في مزهرية الوصال
اسقني ماء زمزمك
واشفني من آهات الأنين
وقلبي المسكين يصرخ ينادي وينحني
أمام العثور على أماسي المجرات
أخرج من تحت جذوع الحطب
فألقاك في عمق ذاتي
أدرك أن الصولة خائبة
لم تغادرني لم ترحلني لم تغيب
إنما الروح في خافق الروح
قرب تناهيدي المخبأة
في وسادة الحلم العتيق
عائدة العبدو / سورية
تعليقات
إرسال تعليق