أنا بحر الغرام بقلم الشاعر أكرم عبد الكريم ونوس
أَنا بَحرُ الغَرام
------------- من الوافر
سَجا ليلي وَهامَت في عُلاها
نُجـــومٌ لا يَمَـلُّ بهــا سُراهـــا
وَكنتُ إِذا دَجاني الليلُ أَبقى
أُناجيهــا وَأَستَجلي ضِيــاهـــا
أُ بيحُ لَها قَراطيسي وَأَدعو
يَـراعــاتي تُـحـدِّثُ عَـن رُؤاهــا
فَتَنزِف من مباسِمِها مِداداً
لِتَرسُمَ لَوحةَ النَّجوى خُطاها
وَتَجني مِنْ رِياضِ الشِّعرِ عِطراً
وَتنثُـرُ فَـوقَ أَوراقي شَذاهــا
إِذا ما الشَّوقُ أَبحَرَ في ضُلوعي
كُؤوسَ الهَمِّ مُترَعَةً سَقـاهــا
أَعودُ إِلى دَفاتِرِ ذِكرياتي
وَكانَ اليَأْسُ مِن زَمنٍ طَواها
أُلَملِمُ بَعضَ أَشتاتِ الأَماني
وَآمـالي وَأَتـرُكُ مـا عَـداهـــا
وَأَبحَثُ عنْ بَقايا مُفرَداتٍ
غَزيرُ الدَّمعِ مِنْ وَصَبٍ مَحاها
حَبيساتٌ حِكاياتي كَنَفسي
غَدا إِصباحُها يَحكي مساها
تَغيَّرَ لَونُها مِنْ طولِ أَسْرٍ
غُبارُ دُفوفِها يَشكو أَساهـا
خُيوطُ العَنكبوتِ غَدتْ بُيوتاً
لَديـهــا لا يُـؤَرِّقـهــا وَهـاهــا
مَسحتُ الوَهنَ عَنها وَاستَعادتْ
بَريـقَ حُروفِهـا وَسنا بَهـاهــا
أَنا بَحرُ الغَرامِ وَمِنْ عُبابي
مُلوكُ العِشقِ قَدْ ملأَتْ دِلاها
دُروبُ الوَجدِ تَعرفُني وَتَدري
بِأَنِّي كُنتُ سَيِّـدَ مَنْ مَشاهــا
أَلِفتُ قَساوةَ الأَشواكِ فيها
وَلَفحَ لَهيبِهـا وَلَظى جَواهـــا
مَتى أَصحو على حُلُمٍ جَميلٍ
يُداوي مُهجَتي مِمَّــا عَـراهــا
شِعر
أَكرم عبد الكريم ونُّوس
سُوريا
تعليقات
إرسال تعليق