الشاعر محمد الإدريسي // سفينة الهوى


 طائرَةُ ... سَفينَةُ الهَوى
تَشُقُّ الطَريقَ بَيْن الأرْضِ و السَّماء
تَحْمِلُ أسْرارَ العَواطِفِ و الأهْواء
تَرْكَبُ السَّحابَ لِتَنْقُلَ الرِّسالَة
حُروفٌ بِصِدْق الشُّعور مُخْتارَة
تَحَرَّكَتْ شُرُعٌ لِتَمْخُرَ السَّفينَة
تَدْفَعُها رِياحُ الشَّوْقِ الجامِحة 
فَوْقَ أمْواجِ البِحارِ المُتقاذِفَة
نَحْوَ شاطِئِ الغَرامِ بِعِطْر العود    
لِتُطَمْئِنَ القُلوب تَعْبُرُ الحُدود 
الحَبيبةُ زَهْرَةٌ في بُسْتان العِشْق
ساحِرَةٌ مِنْ بَيْن إناثِ الشَّرْق
فاتِنَةٌ بَينَ نِساءِ العَينِ الأزْرَق
بِنَظْرَةٍ كادَ الصَّخْرُ أن يَنْشَق
لانَ حَنَّ ذابَ الصُّلْبُ و رَقّ
نَأى عَنِ طَريقها فاشْتَدَّ الجُنون
الوَسَنُ مُتَعَنِّتٌ يَأبى عِناقَ الجُفون  
سألْتُ صَمْتَ اللَّيْلِ الحَزينِ الحَنون
أيْنَ أُداوي فُؤادي مِنَ هذه الشُّجون؟
أشْتَمُّ رائحَتَها بَيْنَ دِفْءِ القَوافي
حُروفٌ كُتِبَتْ بِحِبْر الدَّمْعِ الجافي
العاشِقُ على عِشْق الحَبيب يُلام
كَيْفَ و هذا قَدَرٌ أتَتْ بِه الأيّام
القُلوبُ إذا رَأتْ جَمالَ الزُّهور
طارَتْ غَرَّدَت كما تَفْعَلُ الطُّيور
الحُبُّ يَنْبُتُ في القَلْبِ الطَّهور
أسْتَيْقِظُ مِن حُلْمي و أُنا أناديك
لَيْتَ اللّيْلَ طالَ إذْ كُنْتُ أُناغيك
ناجَيْتُكِ بِحُرْقَةٍ لَكِنَّكِ لَمْ تُجيبي
العِشْقُ اِشْتَدَّ ساعِدُهُ ذهَبَ بِلُبّي
وَقَفَ البُلْبُلُ على غُصْنِه مُغَرِّداً
شَوْقَهُ على أنْغام الغَرام مُرَدِّداً 
حَسَّ بِخَطَوة الحَبيبِ مُتَرَدِّداً
فَجْرٌ لاحَ مُنْذُ سَنَواتِ الصِّغَر
قَدَرٌ لا يَغيبُ لا يُشيبُهُ الكِبَر
نَصيبٌ مُصاحِبٌ طول العُمْر
غَزاني الغَرامُ سَرَقَ مِنّي البَصَر
الحُبُّ ريحٌ تُحَرِّكُ أفْئِدَةَ البَشَر
نورُهُ يُغَطّي و يَفوقُ نورَ القَمَر  
قاسِيَةٌ هِي الحَياةُ على كُلّ العاشِقين
تَهفو كالصِّوانَةِ على رُؤوسِ المُحِبّين
الدَّهرُ قاسِيٌّ على فَتىً لا يَنالُ المُراد
أصَابَتْهُ سِهامُ الحُزْنِ في كُلّ الجَسَد
هاجَتْ عَواطِفُهُ فَسَكَبَتْ بَحْرَ الدُّموع
عَلَّها تُطْفئُ نِيرانَ هذا القَلْبِ المَوْجوع 
مَنْ يَرْجِعُ بِه إلى سَعادَةِ تِلْكَ الأحْلام؟ 
مَنْ يَرُدُّ ما ضَيَّعَتْ ظروفُ تِلكَ الأيّام؟ 
طنجة 07/09/2020
د. محمد الإدريسي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم