الشاعر د. العزوزي عبد القادر /// لا تحسبن أنين الناي طربا


 #لا تحسبن انين الناي طربا#


  

لا تحسبن انين الناي طربا 

بل هو  اشتعال وجع الماضي لحظة الحنين 

وهو اكتمال  ألم  الحزن من لظى السنين 

وهو احتمال الاصابة بوباء الولاء لماض دفين 

مدافن الماضي قد غصت بأشباح لامرئية 

ومساكن الحاضر متخنة بجراح مستعصية 

وانين الناي يبكي ...يلطش خده من هول الفاجعة 

يحكي عن عدابات وأاهات لاناس كفوا عن البكاء 

انقرضت شهية البكاء لديهم ......يأسوا انينهم 

باتوا في حكم العاطلين عن البكاء 

لا غد يروي عطشهم لتغيير عاداتهم القديمة 

ولا صدى يرتد نحوهم ليوجه اصواتهم جهة الشمال 

مديحهم المبالغ فيه للأتي عطل قدومه كتيرا 

اما باقات الورد المهداة لمن يدلهم عليه 

فقد دبلت من شدة الانحناء للمجهول 

وكان رهانها على استباق لحظة اللقاء به 

محض زيف عابر وسراب يعج بالسراب 

الغد الاتي طاب له المقام في غياهيب اللاوجود 

وهم ينتظرون هناك في نهاية نفق الانتظار الطويل 

من يقف وينتظر عودة الاشباح من مهمة رسمية 

ينتظرون خيوط فجر الغد  وعيونهم جائعة للحرية 

ينتظرون من سحابة عقيمة ان تروي ظمأهم 

ان تمطر زخات .....زخات فوق اراضيهم البورية 

دون جدوى ...مر الغمام من على سمائهم دون جدوى

صاروا يقتاتون من فتات مداهبهم الصورية 

علها تجدي نفعا ...تقتل يأسا تجدر في اعماق بيادرهم 

تنافحوا شرفا ان يأتوا برأس الغد من بين رفاة الجاهلية

فقاموا بطلاء الماضي بخيبات الحاضر ليحصلوا على راس الغد حيا يرزق 

سوقوا الوهم بينهم ردحا من الزمن ليكسبوا عطف الرعية 

اماطوا اللثام عن وجوه شاحبة لا تكترت للقادم 

ولا تريد ان تواجه مصيرها المحتوم عندما تشتد القضية 

عندما يحين وقت الحساب على ارض ضاقت درعا بهم 

وبسلالتهم مند غطى ليلهم سماء ارض العراقة الابية 

لا امل يحدوها في الارتطام بأمواج بحر الغد الاتي 

ولا حلم يروادها في المنام لعقد قرانها مع حياة زاهية 

طاب المقام وطال المنام ودام سخاء الحاضر على محاياها 

فكان اليقين بالتحلحل مجرد حلم تبدد عند غروب شمس العشية ....

طال الغياب عمر الغمام طويلا حتى اختلط بعاداتهم القديمة 

فصارت مواسمهم ترتدي السواد تتوشح به خوفا من الأدية 

ازدادت خفافيش الليل عددا تكاترت تناسلت لمباهاة الامم 

احتلت حقولهم وساحاتهم وميادينهم حتى بعض المنابر العصية .....

عم الخراب بيوتهم ...تراجع الزرع ...جفت الينابيع 

فصار نهارهم مثل ليلهم وانين الناي ازداد حدة فأربك الاغنية 

لم يعد كالسابق يبكي العين فقط بل صار يدمي القلب ايضا

يأن تحت وطأة الخفاش القاسية و تحت نير اقدامه الوحشية

يأن ......يصرخ ...يحض ....يحرض على اعتناق موسيقى هادفة ... ....

تحاصر الخفافيش في اوكارها

  ...تعلن ميلاد فجر بشفق جديد 

....بسقف جديد ينهي عصر الخفافيش ...


بقلم / د العزوزي عبد الرزاق ....مراكش المغرب .....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم