الشاعر الصادق الهلالي /// خواطر من الذاكرة


 خواطرُ مِنَ الذّاكِرة

                 الشّاعر الصّادق الهلالي 


رَفَّتْ تَحِفَُّ أَجنُحُ الهَوَى مواكبَ بِــطُلُولِ الوطنْ

تَروِي لنا الذِّكرى فَتُحيِي مناقِبَ ما طواها الزّمن

"عِلّيسَة" بالقلبِِ أبحرت من "صور"توقّيًا للفتن

بالنّفسِ ضَحّتْ خَوفًا مِمّنْ بحُسنِها افتُتِنَ وفُتِنْ

حتّى جَنَى"هيارباس" مِن حبّه الأسى والشّجَنْ 

إذْ صَدّ إخْلاصٌ جَواهُ فاكتوى الفؤادُ بنار المِحنْ

                      ***        ***       ***

لكن، غدا حِصنُ قرطاجَ حُضْنًا دفيئا، فخرَ المدن

زِدْ مِنهُ شَعَّ "يُوغُرطَةُ" وَلِعًا، رامَ النّجاحَ بِلا وَهن 

قد ماتَ غَدرًا في الصّراعِ مع روما وما كان يَضِن

سُؤْلٌ تَناهَتْ عَن ملاحمِ"الجازيَة"حربٌ،شعرٌ وفَنْ

تَغريبةُ الهلاليّينَ عبر الفيافي لها المُهجاتُ تَحِن

بَدْءًا بتِرحالِ"يونس"لمّا أتى تونس وحَبّ وسُجِن

إذْ يشْهَدُ التّأْريخُ عن غزَوات،ٍ وكَمْ غاراتٍ تُشَن

الحَسمُ"لذياب بن غانمٍ"عِند نزالِ الزّناتي ما جَبُنْ

                  ***        ***        ***

صَبٌّ أنا، بغابِ الجِبالِ والسّهلِ الذي بخيراته يمُن

فيهِ المياهُ ما تنضُبُ، وفُرسانها للرّايةِ دومًا تَصُن

حتّى وإنْ أُوجِعَ ذَرارينا فسيْلُ حُبّها دامَ ووَتَنْ

هُم في سُهادٍ غرقَى وأحلاَمَهُم على ظهرِ السّفُن

ما خانَ شبابُنا عهودًا وإن تهاوى على أوتارٍ تَرِنّ

هلاَّ نَسُوا "حنّبعلَ"وجَيشهُ المأجورَ، كأنّه لم يكُن

                   ***        ***        ***

قُلْ يا قَلبُ لتونسَ أَنَّ التّلاقي قريبٌ على شرفاتِ الحَنينْ

أسعَدْتِني يومًا، وأذويتِ جَناني هيْمًا إنّي في

سُباتي حزين

لَولا تشوّفي بك ما بقيتُ أبكيكِ أرقًا أرثيك

سنينا وسنين

تيهُ الشّبابِِ، حَتْمًا يَزُفُّهُ ناخيًا مع الرّكبِ رغْمَ

البِطَالةِ والأنينْ

الجمْعُ بصيرٌ بما على ثراك مِن رزقٍ لوِلْدِ الوِلدِ، هل يعيش غَبينْ؟

ولْيذْكُرِ التّاريخُ أنَّا صامِدونَ،ولْتَبقَ مأوًى ومثوًى

تونسُ كنزُنا الثّمين....

                     الشّاعر الصّادق الهلالي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم