من رحم الذاكرة // بقلم الشاعرة المبدعة عفاف العمر

مِنْ رَخمِ الذَّاكرةِ

يا خيرَ زائرٍ يُعاودُنِي التِّحنانُ لِشجونِي
حينَ بادرْتني إلى كينونتِي وقتَ الغُروبِ
مَساماتُكَ تفتَّقتْ مِن عُروشِ داليتِي
وَ مِن لمسك فِيحتْ ياسمينتِي أريجاً
فَأعْتقتْ أسْرَ جُموحِي وَ نظراتِكَ
إلى كهوفِ عينيكَ خَطفتنِي
أيَّما مَسائي يَزدهِي مَن جديدٍ مبتهجاً
هِيتُ كَفراشةٍ إلى حديقتِي
المُطِلَّةِ أمامَ شُرفتِي
فأجلسُ على مقعدي
وَ أَدَعُ شالَ فُستانِيَ القُرمزِيِّ
تُحوِّطُ ذِراعيهِ وَ النَّسيمُ يَزفُرُ عبيراً
بينَ أخيلةَ ضَفائَرَ شَعرِي
يُعانقُنِي مِعصمَهُ  بِأصفادِهِ يُكبِّلُنِي
تَاهَ عَنِّي حُقبةً غَابَ عَن أروقةِ شُعورِي
لِيَتسلَّلَ ليلتِي هَذهِ مُورِقاً بِوسَامتِهِ
أميراً يَمتطي بصهوةِ حُسْنِهِ وَ زَغاريدِ
الحَساسينِ تَملأُ الرَّحبَ تُهسهسُ لِلشَّجرِ
يَتسلَّلُ رَخمَ صَوتِهِ لِأذنِي يُهامسُنِي
يُداعبُ فَرحتِي بِغريِّدِهِ
يُراقصُنِي عَلى دَفَّةِ جُنونِهِ
فَمِن رُهافتِي أتلعثمُ
وَ قافلةَ كلماتِي تَتدثَّرُ ..

رَبَّاهُ .. 
مَا أسعدني وَ كوكبُ البَدرِ يُرمقُنِي
وَ مِن حَولِهِ النَّجماتُ تُراقصُنِي
عَلى تقاسيمِ بسماتِي 
وَ كأنَّ السَّماءَ
تُقيمُ لعشتارَ كرنفالَ عُرسٍ
تُحفُنِي بِرقصةِ أهزوجةِ فرحٍ 
اسْمُهَا عِشقُ الأثيرِ   
  
عفاف العمر
17/4/2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم