أضواء المدن وضيق الزقاق // بقلم الشاعر المبدع قدري المصلح

أضواء المدن وضيق الزقاق 
إنها الجرذان يا كوزيت تعدو إلينا من كل مكان
على الخبز وإلى  الماء وكالغبار على نوافذ كل بيت 
أحزان كالغبار
على الحقائب وفي العربات والقطارات
جرذان أقذر من جلاد مقصلة الثورة الفرنسية
جرذان أدنى من أحذية المومسات في بيوت الدعارة
فمن أين لي يا كوزيت ببستاني صالح
يوري الراهبة 
ويأوينا من جرذان تعدو إلينا من كل مكان
والمدن يلفها شالات الأحزان
الراحلة مع الصغار في العربات والقطارات
فمن أين هذا الحزن  يا كوزيت 
حزن يكبر و يكبر كالغبار على الحقائب
وفوق مصابيح الأضواء
نعدو ونعدو وتعدو إلينا الجرذان من كل مكان
فمن صنعك أيها الحزن ومن أبكى الصغار
على الراحلين 
الراحلين في العربات والقطارات
والغبار على الحقائب وعلى نوافذ المحطات
قد حان موعد الرحيل يا كوزيت
إنها الجرذان تعدو إلينا من كل مكان
جرذان معنا في كل العربات والقطارات
في كل مكان أحزان
تكثر وتكثر 
والغبار على الأضواء
وعلى مصابيح العربات والقطارات
يتعب هذا الغبار سكك الراحلين
وتكثر في البلدان الأحزان
أحزان يا كوزيت كالغبار
فمن صنعك أيها الحزن وجعلك كالغبار على الأضواء
وفي الزقاق وعلى الحقائب 
حقائب الراحلين يا كوزيت
في العربات والقطارات
وأبكاني على اباء الصغار
في المدن لا أرى إلا الغبار على الأضواء يا كوزيت 
فمن جعل في الزقاق الف كوزيت وكوزيت
من جعل  للعالم الف جلاد وجلاد يا كوزيت 
فكيف لي أن أكون جان
وانت يا كوزيت
يحملك مع الراحلين قطار
قطار يمتلىء بالاحزان
قطار تعدو إليه الجرذان من كل مكان
وأحبتي الصغار يبكون في العربات والقطارات
ضاع كل طريق للمحطات يا جان
وأضعت كوزيت
والبلدان يسكنها الأحزان
كالغبار على نوافذ العربات والقطارات
ولا أرى وجهك يا كوزيت
فمن صنعك أيها الحزن وجعلك كالغبار على الأضواء
ولا أقبل وجهك يا كوزيت
وكيف لي الآن أن أرى بسمتك يا كوزيت
اقسم يا حبيبتي أن تنيارد يلاحقك
في العربات والقطارات
ويسرق تذاكر المحطات
كالغبار على نوافذ العربات والقطارات
وعلى الحقائب 
في كل مكان أحزان
إنها الجرذان تعدو إلينا يا كوزيت
من كل مكان
جرذان اكثر من قتلى الحرب العالمية
جرذان اكثر من التوابيت والأكفان 
تعدو إلينا من كل مكان
من كل مكان

الديوان :
 لقاء مع الشاعرة الثائره فدوى طوقان
الشاعر قدري المصلح
قصيدة بعنوان :
كرونا .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم