أيها الليل البهيم // بقلم الشاعرة المبدعة إلهام زكي
أيها الليل البهيم ،
توسد راحة النجوم ،
ترنم على أنفاس القمر الهادئة،
قد حق لك أن تنام ملئ التعب،
فكل تلك الخفافيش العمياء،
لم تعد تستلذ دم المساء،
بعد أن قطع داك الملك الصغير
أجنحتها الحارقة.....
نم قرير العين أيها المتعب
من شطحات الأشباح فوق شوارع الضياع،
فلياليك البيضاء غشاها سبات الموت،
لن يزعجك مُواءُ قطط الحي الجائعة،
وهي تبحث في قمامات الجوار الفارهة،
عن موائد الزيف و قنينات نبيذ
ممزوج بدموع الصبح،
صوت كعبها يفلق مسامع الصمت،
يمخر بلجة الأفق المتصدع....
على أرصفة الهباء،تبيع البياض
بقروش تفوح منها رائحة الزّنيمة......
أيها الليل المنهك ،سقما، نم قرير العين،
لن يرعبك نباح الكلاب الضالة،
وهي تلهث وراء الشفاه اللمياء،
تُلطّخُ باللؤم ثوب العذراء،
لن يوقظك عويل ذئاب شائخة،
مخالبها تمزق إربا سوءة السماء،
تراود لحم نعاج تاهت عن القطيع،
لم يعد يستهويها صوت
ناي الراعي الحزين،
لعابها يسيل نارا تحرق رموش
فراشات ضلت طريق الحلم..........
بعيدا عن تلك الأقدام المتشردة،
وقهقهات دمى اللعنة المتحركة،
ها أنت تُبعث حيا من مقبرة الضوضاء،
تعانق في سكون مجد الربيع،
تتحرر قصباتك الهوائية من نفاث
الجنون و بعض بقايا فراغ،
نم قرير العين،
فذاك الملك الصغير، قد أعاد
ترتيب صفحات كتاب،
تطايرت أوراقه مع رياح
الغواية.........
بقلمي #إلهام زكي#
تعليقات
إرسال تعليق