أنشودة القمر // بقلم الشاعر عباس، خلف عباس

"  أُنشودةُ القمر"

سأترُكُكِ على بوابةِ الصّبحِ غناءَ يمامْ

سأتمَدّدُ في بريق ضوء كِ موجةً هاربةً ..

سأحلُمُ أنني أُرَتِلُ حروفَ اسمك..

لأستدرجَ الفراشَ الى حدائقِ ثغركِ الباسم ..

بالنورِ سألوحُ  للمنايا  أن اقتربي

فليسَ أجمَلُ من موتٍ

بين وتينِكِ والترائبْ

سأصنعُ من ذراتِ الضوءِ قَمَراً

وليسَ بالضرورةِ أن يكون مدوراً ..

سأنزِفُ من طبعِ قلبي  لونَهُ

الأبيض ..

سيضيء ذلكَ القمرُ

ما دُمتِ لهُ تنظرين

تمهلي ..

ولا تُسرِعي في العدوّ

فالمسافاتُ ما زالتْ بعيدةٌ

والعشبُ ما زالَ بلونِ الحليبِ

تمهلي ..

ولا تُقفلي القلبَ خلفَ الحُلْمِ ..

ولا تتنهدي بعمقٍ

فما زال المشوارُ طويلا ..

القلب بلا لونٍ ليس سوى فِراغْ

وردةٌ مُغْمَضةُ العيونْ ..

الخيالُ بلا ظلِّكِ ليس سوى وهمْ

والفضاءاتُ متاهة ..

الياسمينُ ترجّلَ من كفوفِ الحقول ..

ليتبعَ أريجَكِ البكرَ

الكامنَ خلفَ تضاريسِ الصبايا

ليبتلَّ برضابِكِ النديْ 

معلناً ثورتَهُ البيضاءَ على كلَّ الحقولْ ..

هضابُكِ ما زالَتْ عذراءْ ..

الّليلُ غادَرَ بهدوءٍ

وغيثي الأزرقُ مازال في رحم السواقي ..

تمدّدي على عُشبَةِ  الخلودِ

ظلَّ طفلَّةٍ تنتظرُ الربيعَ البَدرْ ..

بلهفةِ الرمانِ المُفلَجْ ..

والشتاء على الأبوابِ

يختلقُ الأعذارَ

ليطيلَ التأمُلَ في حبّاتهِ المدورة ..

وعيناك هما من تتلصصان ،

تتلمسان الغدِ الحالمِ بالقطافْ ..

والنبضُ مرتهن في أفواه العصافيرِ

لحناً آخرَ لا يُشبِهُ أنغامَ الجُروفِ المُغرمةِ بالطين ..

يتضور عشقا قلبي

و ذلك الغيمُ المملوءُ بالعِبَرِ

يمضي مع الريحِ المُنَدّى بالعَبَشْ ..

العاشقونَ وحدَهُم مَنْ يَفُكُ الطلاسِمَ

العِشقُ حُزنٌ ليس إلا ..

والصّبحُ حزنٌ ليس إلا

فتمهلي ..

اللّوحةُ لن تكتملَ ..!

إلا أن تُعَمَدَ بالدموع

ودعاء الأمهات ..

للصّبايا .. بالهطولْ

الوصي 29 مايس 2020