أواه يا قلباه / الشاعر منصور عمر اللوح

أَوَّاهُ يَــا قَــلــبَــاهُ

........................

أَوَّاهُ يَـا قَــلـــبَـــاهُ مِـنْ نَـــار الــهَــوى .. أدمَـى الـفُـؤادَ الـبُـعـدُ عَـمْـدَاً وَالـنَّـوى

هِـيَ جَـارَةُ الـقُـربَى وَلَـمْ أظـفَـر بِـهَـا .. لَـو نَـظـرَةً فِي الـيَـومِ تُـسـعِـدُنَـا سوى

يَـا قُـربَ مَـسْـكَـنِـهَـا وَبُـعـدَ وِصَـالِـهَـا .. وَمَـنَـالُـهَـا هِـيَ كَـالـسَّـرَابِ وَمَـا حَـوى

قَد صُـمْـتُ عَنْ أكْـلٍ وَشُـربٍ بَـعـدَهَـا .. وَالـجِـسْـمُ مِـنْ حِـرمَـانِـهَـا غُصنٌ ذَوَى

كُــنَّــا الأَحِــبَّــةَ وَالـهَــنَــاءَ يَـضُـمُّــنَــا .. وَالـبَـدرُ مِنْ خَـلـفَ الـغُـيُـوْمِ قَد انْزَوَى

تَـبْـدُو الـثَّـوَانِـي كَـالـسِّـنِـيْنَ تَـلَـوُّعَــاً .. يَــا لَـوْعَـتِـي قَـلـبِـي عَـلـيْـلٌ وَانْـكَـوَى

وَالـعَـيْنُ تَـبْـحَـثُ عَـنْ رُؤَاهَــا لَـهْـفَـةً .. وَالـقَـلـبُ فِـي نَـارِ الـسُّـهَـادِ قَدِ اكْتَوَى

يَا لَـيْتَ شِـعْـرِيْ قَصدَهَـا مِنْ فِـعـلِـهَـا .. يَـا لَـيْـتَ شِـعـرِي مَنْ يُـبَـادِلُـهَـا الهوى

هَـلْ بُـعـدُهَـا عَـنِّـي لِـكَـيْ أشْـتَـاقَـهَــا .. أمْ أنَّ شَـيْـطَــانَ الـفُـرَاقِ لَـقَـد غَــوَى

أمْ أنَّـهَـا مُــنِــعَــتْ وَلا سُـــبُـــلاً لَــهَــا .. فَـقَـدَتْ رَشَــادَ الـفِـكْـر مُـرتَـكَـزِ القوى

أمْ شَـمْـسُـنَـا فَـقَـدَتْ سَــنَــا أنْـوَارِهَــا .. أمْ فِي الـثَّرَى بَـدرُ الـتَّـمَـامِ لَـقَـد ثَـوى

قَـد حَـيَّرَتْـنِـي مُـنْـيَـتِـي فِـي أمْـرِهَــا .. وَتَـرَى الـفُـؤادَ مِـنَ الـمُـلِـمَّـاتِ الـتَـوَى

أَتَــلَـصَّـصُ الأخــبَـــار مِـنْ أتــرَابِــهَــا .. حَـتَّى أرَى قَـلبَ الـمُـنَى فِيْ مَنْ هَوى

وَوَجَـدتَـنِـي لا زِلـتُ فِـي أحــشَــائِـهَـا .. إذْ لا سُــوَايَ فُــؤادُهَــا لَـقَـد احـتَـوَى

لَــمَّــا بَــدَتْ لِـي صُـدفَــةً أسْـمَـعـتُـهَــا .. قَوْلا وَاَشْـكُـو الـبَـيْنَ مِـنْ نَــار الجوى

لِـمَ تَـخـتَـفِـيْنَ وَتَـحـرِمِـيْنَ مُــتَـيَّـمـَــاً .. وَالـقَـلـبُ مِنْ بَـحـرِ الـمُـلـمَّـاتِ ارتَوى

وَتَــقُــولُ لِـي لا مِـنْ سِـــوَاك مُـدَلِّـلِـي .. نَـجْـنِـي غَـرَامَـاً مِـنْ مَـحَـبَّـتِـنَـا سَوى

قَـالـتْ أنَـا أشْـعَـلتُ قَـلـبَـك في الهوى .. حَـتَّى أرَى فِي الـقَـلبِ ذَاكَ المُحتَوَى

ذَاكَ امــتِــحَــانٌ لِـلــفُــؤَادِ  وَمَــا نَــوى .. هَلْ نَـاجِحٌ أمْ فِي امْـتِحَـانٍ قَد هَوَى

مِـنْ شُـــرفَـــةٍ إنِّـي أرَاكَ تَــخَــفِّـــيَـــاً .. مِنْ فَرحَـتِـي أغـلَـقْـتُ أبْـوَابَ الـنَّـوى

رُؤيَـاكَ لِـي هِـيَ بَـلسَـمٌ يشفي الحشا .. وَيُـزِيْـلُ مِـنْ قَـلـبِـي أذىً مِـمَّـا حَـوَى

أنـت الحَـبـيـبُ وأنـتَ لِي يَـا جَـنَّـتـي .. لَـكِـنَّ مَنْ طَـلَـبَ الـمُـنَـى فَـلَـقَـد رَوَى

لـلأهـــلِ فـي طَـلَـب الـودادِ تَــقَــرُّبَــاً .. يَـجِـدِ الـمُــنَـى تَـهـوي إلـيـه إذا نَــوى

قُـلـتُ انـظُـريـني لَـم أكـنْ مُـتَـخَـلِّـيـا .. سَـنَرَى سِـجِـلَّاً لـلـظَّـلامِ قَـد انـطَـوَى

.................................

بقلمي الشاعر : منصور عمر اللوح

غــزة ــ فـلـسـطـين